(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) رضي الله عنه ؛ (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إياكم والظن !) أي : اجتنبوه ، فلا تتهموا أحدا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها .
(فإن الظن أكذب الحديث) . فلا تحكموا بما يقع منه ، كما يحكم بنفس العلم . لأن أوائل الظنون خواطر لا يملك دفعها . والمرء إنما يكلف بما يقدر عليه ، دون ما لا يملكه . واستشكل تسمية الظن : "كذبا" . فإن الكذب من صفات الأقوال .
وأجيب بأن المراد : "عدم مطابقة الواقع" ، سواء كان قولا أو فعلا .
أو المراد : ما ينشأ عن الظن ، فوصف الظن به مجازا . وقال النووي : المراد : النهي عن ظن السوء . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه ، دون ما يهجس في النفس . فإن ذلك لا يملك .
فالعجب من عاقل : يسخط ربه بحسد يضره في دينه ودنياه بلا فائدة . بل ربما يريد الحاسد : زوال نعمة المحسود ، فتزول عن الحاسد . فيزداد المحسود نعمة إلى نعمته ، والحاسد شقاوة على شقاوته . قال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد .
وقال بعض العلماء : لله در الحسد : ما أعدله ! بدأ بصاحبه ، فقتله .
[ ص: 149 ] (ولا تباغضوا) أي : لا تتعاطوا أسباب البغض .
(ولا تدابروا) قيل معناه : لا يستأثر أحدكم على الآخر ، لأن المستأثر يولي دبره حين يستأثر بشيء دون الآخر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في موطئه : لا أحسب "التدابر" إلا الإعراض عن السلام ؛ يدبر عنه بوجهه .
(وكونوا عباد الله إخوانا) . يجوز أن يكون "إخوانا" خبرا بعد خبر ، أو بدلا ، أو هو الخبر ، وعباد الله منصوب على الاختصاص بالنداء ، وهذا الوجه أوقع .