(عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عليكم بالصدق !) .
"الصدق" : يطلق على "صدق اللسان" ، وهو نقيض الكذب .
وعلى "الصدق في النية" وهو الإخلاص . فيراعي معنى الصدق في مناجاته ، ولا يكن ممن قال : "وجهت وجهي لله" وهو غافل ، كاذب .
وعلى "الصدق في العزم" ، على خير نواه . أي : يقوي عزمه : أنه إذا ولي مثلا : لا يظلم .
وعلى "الصدق في الوفاء بالعزم" . أي : حال وقوع الولاية مثلا .
وعلى "الصدق في الأعمال" . وأقله : استواء سريرته وعلانيته .
[ ص: 164 ] وعلى "الصدق في المقامات" ، كالصدق في الخوف والرجاء ، وغيرهما .
فمن اتصف بالستة : كان "صديقا" ، أو ببعضها : كان "صادقا" .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : "الصدق" : مطابقة القول الضمير ، والمخبر عنه . فإن انخرم شرط : لم يكن "صدقا" ، بل يكون "كذبا" ، أو مترددا بينهما ، على اعتبارين كقول المنافق : "محمد رسول الله" . فإنه يصح أن يقال : "صدق" ، لكون المخبر عنه كذلك . ويصح أن يقال : "كذب" ، لمخالفة قوله لضميره .
(فإن الصدق يهدي إلى البر) . أي : يوصل إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم .
"والبر" : اسم جامع للخير كله . وقيل : "البر" الجنة . ويجوز أن يتناولهما جميعا .
(وما يزال الرجل يصدق) في السر والعلانية ، ويتكرر ذلك منه ، (ويتحرى الصدق ، حتى يكتب عند الله : صديقا) : بكسر الصاد ، وتشديد الدال . وهو من أبنية المبالغة . ونظيره : "الضحيك" .
والمراد : فرط صدقه ، حتى يصدق قوله العمل . فالتنكير : للتعظيم والتفخيم . أي : بلغ في الصدق إلى غايته ، ونهايته ، حتى دخل في زمرتهم ، واستحق ثوابهم .
[ ص: 165 ] (وإياكم والكذب ! فإن الكذب يهدي) أي : يوصل (إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار) .
"والفجور" : هو الميل عن الاستقامة . وقيل : الانبعاث في المعاصي .
(وما يزال الرجل يكذب) ، ويتكرر ذلك منه . (ويتحرى الكذب ، حتى يكتب) بضم الأولى : مبنيا للمفعول . (عند الله : كذابا) . أي : يحكم له بذلك ، ويظهره للمخلوقين من الملأ الأعلى . ويلقي ذلك في قلوب أهل الأرض ، وألسنتهم : فيستحق بذلك صفة الكذابين ، وعقابهم .
وكتبه الله لمبالغته : "صديقا" ، إن اعتاده . "أو كذابا" : إن اعتاده .
ومعنى "يكتب" : يستحق الوصف : بمنزلة الصديقين ، وثوابهم ، أو صفة الكذابين وعقابهم ، وإلا ؛ فقدر الله تعالى وكتابه السابق : قد سبق بكل ذلك .
قال : واعلم أن الموجود في جميع نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم : ببلادنا ، وغيرها : أنه ليس في متن الحديث ، إلا ما ذكرناه . وكذا نقله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : عن جميع النسخ . وكذا نقله nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي .