فسمعها عبد الله بن أبي ، فقال : قد فعلوها ؟ والله ! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .
قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال : "دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ في غزاة . فكسع رجل من المهاجرين : رجلا من الأنصار) أي : ضرب دبره وعجيزته : بيد ، أو رجل ، أو سيف ، وغيره .
(فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجر" : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما بال دعوى الجاهلية ؟" قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال : "دعوها فإنها منتنة") أي : قبيحة ، كريهة ، مؤذية .
(فسمعها عبد الله بن أبي ، فقال : قد فعلوها ؟ والله ! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . قال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال : "دعه . لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه") .
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتألف الناس ، ويصبر على جفاء الأعراب والمنافقين وغيرهم لتقوى شوكة المسلمين ، وتتم دعوة الإسلام ، ويتمكن الإيمان من قلوب المؤلفة ، ويرغب غيرهم في الإسلام .
وكان يعطيهم الأموال الجزيلة لذلك . ولم يقتل المنافقين لهذا المعنى ، ولإظهارهم الإسلام . وقد أمر بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر . ولأنهم كانوا معدودين في أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم . ويجاهدون معه : إما حمية ، وإما لطلب دنيا ، أو عصبية لمن معه من عشائرهم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : واختلف العلماء ؛ هل بقي حكم الإغضاء عنهم ، وترك قتالهم ؟ أو نسخ ذلك عند ظهور الإسلام ، ونزول قوله تعالى : جاهد الكفار والمنافقين ، وأنها ناسخة لما قبلها ؟
وقيل "قول ثالث" : إنه إنما كان العفو عنهم ، ما لم يظهروا نفاقهم ، فإذا أظهروه قتلوا . والله أعلم .