(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) رضي الله عنه ؛ (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : قال الله تبارك وتعالى : يؤذيني ابن آدم) أي : يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم .
(يقول : يا خيبة الدهر ! فلا يقول أحدكم : يا خيبة الدهر !) .
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : بحذف "يا" كأنه فقد الدهر ، لما يصدر عنه مما يكرهه : فندبه متفجعا عليه ، أو متوجعا منه . أو هو دعاء عليه بالخيبة .
"والخيبة" : الحرمان والخسران . يقال : "خاب يخيب" . وهو من إضافة المصدر إلى الفاعل .
(فإني أنا الدهر) أي : الفاعل لما يحدث فيه .
روي : برفع الراء . هذا هو الصواب المعروف ؛ الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبو عبيد ، وجماهير المتقدمين والمتأخرين .
وقال أبو بكر ، ومحمد بن داود الأصبهاني ، الظاهري : إنما هو "الدهر" بالنصب ، على الظرف . أي أنا ، مدة الدهر .
[ ص: 176 ] (أقلب ليله ونهاره) .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذه الرواية ، عن بعض أهل العلم . وقال النحاس : يجوز النصب . أي : فإن الله باق مقيم أبدا ، لا يزول .
وقال بعضهم : هو منصوب على التخصيص . والظرف : أصح وأصوب .
قال في "بهجة النفوس" : لا يخفى أن من سب الصنعة فقد سب صانعها . فمن سب الليل والنهار أقدم على أمر عظيم بغير معنى . ومن سب ما يقع فيهما من الحوادث - وذلك أغلب ما يقع من الناس- : فلا شيء في ذلك . انتهى .
[ ص: 177 ] وقال جماعة من المحققين : من نسب "شيئا من الأفعال" إلى الدهر حقيقة كفر . ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك فليس بكافر . لكن يكره له ذلك ، لتشبهه بأهل الكفر ، في الإطلاق .
وقال عياض : زعم بعض من لا تحقيق عنده : أن "الدهر" من أسماء الله تعالى . وهو غلط . فإن "الدهر" مدة زمان الدنيا . انتهى .
وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، بسند صحيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=690879 "لا تسبوا الدهر ؛ فإن الله تعالى ، قال : أنا الدهر ، الأيام والليالي لي أجددها وأبليها ، وآتي بملوك بعد ملوك" .
[ ص: 178 ] فإذا سب ابن آدم الدهر ، على أنه فاعل هذه الأمور عاد السب إلى الله تعالى ، لأنه هو الفاعل . والدهر إنما هو ظرف لمواقع هذه الأمور . فالمعنى : أنا مصرف الدهر . فحذف اختصارا للفظ ، واتساعا في المعنى .