وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ، ص165 ،166 ج16 ، المطبعة المصرية
(حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17206نصر بن علي الجهضمي ؛ حدثني أبي ؛ حدثنا المثنى "ح" وحدثني محمد بن حاتم ؛ حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . -وفي حديث ابن حاتم : عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال- : nindex.php?page=hadith&LINKID=661739 "إذا قاتل أحدكم أخاه ، فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته" ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال : وقد غلط nindex.php?page=showalam&ids=13436 "ابن قتيبة" في هذا الحديث ، فأجراه على ظاهره . وقال : لله تعالى صورة ، لا كالصور . وهذا الذي قاله ظاهر الفساد ، لأن الصورة تفيد التركيب ، وكل مركب محدث ، والله تعالى ليس بمحدث ، فليس هو مركبا ، فليس مصورا . قال : وهذا كقول المجسمة : "جسم لا كالأجسام" ، لما رأوا أهل السنة يقولون : "الباري سبحانه وتعالى شيء لا كالأشياء" : طردوا الاستعمال ، فقالوا : "جسم لا كالأجسام" والفرق : أن لفظ "شيء" لا يفيد الحدوث ، ولا يتضمن ما يقتضيه . وأما "جسم ، وصورة" فيتضمنان التأليف ، والتركيب . وذلك دليل الحدوث .
قال : العجب من nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ، في قوله : "صورة لا كالصور" . مع
[ ص: 187 ] أن ظاهر الحديث -على رأيه- : يقتضي خلق آدم على صورته . فالصورتان -على رأيه- : سواء . فإذا قال : "لا كالصور" : تناقض قوله . ويقال له أيضا : إن أردت بقولك ، "صورة لا كالصور" : أنه ليس بمؤلف ولا مركب ، فليس بصورة حقيقة ، وليست اللفظة على ظاهرها . وحينئذ يكون موافقا : على افتقاره إلى التأويل .
واختلف العلماء في تأويله ؛
1- فقالت طائفة : الضمير في "صورته" ، عائد على الأخ المضروب . وهذا ظاهر رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
2- وقالت طائفة : يعود إلى آدم . وفيه ضعف .
3- وقالت طائفة : يعود إلى الله تعالى . ويكون المراد إضافة تشريف واختصاص . كقوله تعالى : ناقة الله . وكما يقال في الكعبة : "بيت الله" ، ونظائره . هذا آخر كلام النووي .
قال القسطلاني : الضمير لآدم . أي : أن الله أوجده على الهيئة التي خلقه عليها ، لم ينتقل في النشأة أحوالا ، ولا تردد في الأرحام أطوارا ، بل خلقه كاملا سويا .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502944 "وطوله ستون ذراعا" : قال القسطلاني : بقدر ذراع نفسه ، أو بقدر الذراع المتعارف يومئذ ، عند المخاطبين . ورجح الأول : بأن ذراع كل أحد مثل ربعه . فلو كان بالذراع المعهود : لكانت يده قصيرة ، في جنب طول جسده .
قلت : ذكره تبعا للحافظ . حيث قال : قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=653079 "ستون ذراعا" يحتمل : أن يريد : "بقدر ذراع نفسه" . ويحتمل : أن يريد "بقدر الذراع المتعارف يومئذ ، عند المخاطبين" . والأول أظهر ، لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه . فلو كان بالذراع المعهود ، لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده . انتهى .
أقول : ظاهر دليله ، لا يطابق المدعى . إذ لو كان بالذراع المعهود ، فليس فيه تعرض حينئذ لمقدار اليد ، فكيف يلزم قصرها في جنب طول جسده ؟
فالصواب : أن يقال : والأول بعيد ، لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه . [ ص: 189 ] فلو كان بذراع نفسه : لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده .
وذكر العلامة الشوكاني (في الفتح الرباني) : تأويلات عشرة ، في قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=687958 "على صورته" : ورجح : أن الضمير يعود إلى آدم ، وهو الموافق لظاهر أحاديث الباب ، إذا لاحظتها مع السياق والسباق . أو الصورة بمعنى "الصفة" . يعني : خلقه على صفته : من السمع ، والبصر ، والعقل ، والإدراك ، والشعور . فإن هذه الصفات : محلها أعضاء الوجه . وهذا واضح ، ولا غبار عليه . والراجح -على طريقة السلف : في مثل هذه الأخبار- : إجراؤها على ظاهرها . من دون تأويل ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل . ولا شنار فيه . والله أعلم .