وإنما قال : "لعانا ، واللعانين" بصيغة التكثير ، ولم يقل : "لاعنا ، واللاعنين" : لأن هذا الذم ، والنهي ، والإنكار : في هذه الأحاديث : إنما هو لمن كثر منه اللعن ، لا لمرة ، ونحوها . ولأنه يخرج منه أيضا : اللعن المباح . وهو الذي ورد الشرع به . وهو لعنة الله على الكاذبين ، وعلى الظالمين . ولعن الله اليهود ، والنصارى . لعن الله الواصلة ، والمستوصلة ، والواشمة ، والمستوشمة . وشارب الخمر ، وآكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه . والمصورين . ومن انتمى إلى غير أبيه ، وتولى غير مواليه . وغير منار الأرض . وغيرهم : ممن هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .
"وآخر حديث الباب يدل له ، قوله سبحانه : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . ولا ريب : أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، رحمة عامة ، تامة ، مهداة من الرحمن الرحيم إلى الناس ، والخلق كافة ، أجمعين .
[ ص: 195 ] اللهم ! ارزقنا ، وجميع المسلمين : نصيبا كاملا من هذه الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، ورحمتك التي سبقت غضبك .