قال أبو إسحاق : لا أدري : "أهلكهم" بالنصب أو "أهلكهم" بالرفع) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إذا قال العبد) وفي رواية : "الرجل" : (هلك الناس ! فهو أهلكهم . قال أبو إسحاق . وهو ابن محمد بن سفيان : لا أدري : "أهلكهم" بالنصب . أو "أهلكهم" بالرفع) .
قال النووي : والرفع : أشهر . ويؤيده : أنه جاء في رواية (حلية الأولياء) : "فهو من أهلكهم" .
[ ص: 196 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي -في الجمع بين الصحيحين- : الرفع أشهر . ومعناها : أشدهم هلاكا .
وأما رواية الفتح ؛ فمعناها : هو جعلهم هالكين ، لا أنهم "هلكوا" في الحقيقة .
واتفق العلماء : على أن هذا الذم ، إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس ، واحتقارهم ، وتفضيل نفسه عليهم ، وتقبيح أحوالهم . لأنه لا يعلم سر الله في خلقه .
قالوا : فأما من قال ذلك ، تحزنا لما يرى في نفسه ، وفي الناس : من النقص في أمر الدين : فلا بأس عليه . كما قال : لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم : إلا أنهم يصلون جميعا . هكذا فسره الإمام nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وتابعه الناس عليه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه : لا يزال الرجل يعيب الناس ، ويذكر مساويهم ، ويقول : فسد الناس ، وهلكوا ، ونحو ذلك . فإذا فعل ذلك ، فهو أهلكهم . أي : أسوأ حالا منهم ؛ بما يلحقه من الإثم في عيبهم ، والوقيعة فيهم . وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ، ورؤيته : أنه خير منهم . والله أعلم .