"والاستحداد" هو حلق العانة؛ سمي استحدادا لاستعمال "الحديدة" وهي الموسى؛ وهو سنة.
والمراد به نظافة ذلك الموضع. والأفضل فيه "الحلق" ويجوز بالقص، والنتف، والنورة.
"والعانة" الشعر الذي فوق ذكر الرجل، وحواليه، وكذلك الشعر الذي حوالي فرج المرأة.
وعن ابن سريج أنه: الشعر النابت حول حلقة الدبر.
[ ص: 78 ] فيحصل من مجموع هذا استحباب حلق جميع ما على "القبل، والدبر، وحولهما".
وأما وقت حلقه: فالمختار أنه يضبط بالحاجة، وطوله. فإذا طال حلق "وتقليم الأظفار" تفعيل من "القلم" وهو "القطع". وهو سنة.
ويستحب: أن يبدأ باليدين قبل الرجلين. فيبدأ بمسبحة يده اليمنى؛ ثم الوسطى؛ ثم البنصر؛ ثم الخنصر؛ ثم الإبهام. ثم يعود إلى اليسرى؛ فيبدأ بخنصرها؛ ثم ببنصرها، إلى آخرها.
ثم يعود إلى الرجلين: اليمنى، فيبدأ بخنصرها، ويختم بخنصر اليسرى. قاله النووي.
وأقول: "الاستحباب" حكم شرعي، لا يثبت إلا بدليل شرعي.
ولم أقف على دليل ذلك.
"ونتف الإبط" وهو سنة بالاتفاق. والأفضل فيه "النتف" لمن قوي عليه؛ ويحصل أيضا بالحلق، والنورة.
قال يونس بن عبد الأعلى: دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، وعنده "المزين" يحلق إبطه. فقال: علمت أن السنة "النتف"، ولكن لا أقوى على الوجع.
قال النووي: ويستحب أن يبدأ بالإبط الأيمن.
"وقص الشارب" وهذا سنة أيضا، ويستحب أن يبدأ بالجانب الأيمن. وهو مخير بين "القص" بنفسه، وبين أن يولي ذلك غيره، ليحصل [ ص: 79 ] المقصود من غير هتك مروءة، ولا حرمة. بخلاف "الإبط، والعانة".
وأما "حد" ما يقصه: فالمختار أنه يقص حتى يبدو طرف الشفة، ولا يحفه من أصله.