(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) رضي الله عنه (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها -يوم القيامة- حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء») .
هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، وإعادتها في ذلك اليوم، كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال، والمجانين، ومن لم تبلغه دعوة.
قال النووي : وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال تعالى: ( وإذا الوحوش حشرت ) .
وإذا ورد لفظ الشرع، ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع: وجب حمله على ظاهره.
قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة: المجازاة، والعقاب، والثواب.
وأما القصاص من القرناء للجلحاء: فليس هو من قصاص التكليف؛ إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة.
«والجلحاء» بالمد: هي الجماء، التي لا قرن لها. والله أعلم.
انتهى.
والحديث دليل على عظم حقوق العباد، وأنه لا بد من أدائها إلى أهلها، ولو في يوم القيامة.
[ ص: 340 ] ومفهومه: أن من أدى حق ذي حق في الدنيا، وأبرأ ذمته عن حقوق الناس المختلفة، فإنه لا يكلف هناك بتأديتها إلى ذوي الحقوق.