(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف) .
المراد بالقوة هنا: عزيمة النفس، والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداما على العدو في الجهاد، وأسرع خروجا إليه وذهابا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها، ومحافظة عليها. ونحو ذلك.
[ ص: 345 ] (وفي كل خير) معناه: في كل من القوي والضعيف خير؛ لاشتراكهما في الإيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
[ ص: 346 ] (احرص على ما ينفعك) بكسر الراء (واستعن بالله، ولا تعجز) بكسر الجيم، وحكي فتحهما جميعا.
ومعناه: احرص على طاعة الله تعالى، والرغبة فيما عنده، وطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك (ولا تعجز) : ولا تكسل عن طلب الطاعة، ولا عن طلب الإعانة.
(وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: قال بعض العلماء: هذا النهي إنما هو لمن قاله معتقدا ذلك حتما، وأنه لو فعل ذلك لم يصبه قطعا، فأما من رد ذلك إلى مشيئة الله تعالى بأنه لن يصيبه إلا ما شاء الله فليس من هذا، واستدل بقول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، في الغار: لو أن أحدهم رفع رأسه لرآنا.
قال: وهذا لا حجة فيه؛ لأنه إنما أخبر عن مستقبل، وليس فيه دعوى لرد قدر بعد وقوعه.
قال: فالذي عندي في معنى الحديث أن النهي على ظاهره وعمومه، لكنه نهي تنزيه، ويدل عليه قوله: (فإن «لو» تفتح عمل الشيطان) أي: يلقي في القلب معارضة القدر، ويوسوس به الشيطان. هذا كلام القاضي.
فأما من قاله تأسفا على ما فات من طاعة الله تعالى، أو ما هو متعذر عليه من ذلك، ونحو هذا: فلا بأس به. وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث. والله أعلم.