قال النووي : وفيه بيان لمذهب أهل الحق؛ أن الله علم ما كان، وما يكون، وما لا يكون لو كان كيف كان.
قال: وقد سبق نظائره من القرآن والحديث.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=661817«سئل عن أولاد المشركين من يموت منهم صغيرا» أي: لم يبلغ الحلم. قال [ ص: 408 ] nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي : في هذا الحديث إشارة إلى أن الثواب والعقاب لا لأجل الأعمال، وإلا لزم أن يكون «ذراري المسلمين والكافرين» لا من أهل الجنة، ولا من أهل النار، بل الموجب لهما اللطف الرباني، والخذلان الإلهي المقدر لهما في الأزل، فالأولى فيهما التوقف، وعدم الجزم بشيء؛ فإن أعمالهم موكولة إلى علم الله، فيما يعود إلى أمر الآخرة من الثواب، والعقاب. انتهى.
ومنها قوله تعالى: ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ولا يتوجه [ ص: 409 ] على المولود التكليف، ويلزمه قول الرسول: «حتى يبلغ» وهذا متفق عليه.
قال: والجواب عن حديث الباب هذا أنه ليس فيه تصريح بأنهم في النار، وحقيقة لفظه: «الله أعلم بما كانوا يعملون» لو بلغوا، ولم يبلغوا؛ إذ التكليف لا يكون إلا بالبلوغ. انتهى.
قلت: وذكر السيوطي في هذه المسألة ثمانية مذاهب، حررتها في بعض مؤلفاتي. وحديث الباب كما ليس فيه صراحة بكونهم في النار ليس فيه صراحة أيضا بكونهم في الجنة، بل ظاهره التوقف، كما ذهب إليه nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي، وغيره.
فإن ثبت تأخر حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن هذا الحديث فذاك، وإلا فالراجح التوقف. والله أعلم.
وفي هذين الحديثين: ذكر المولود على الفطرة والملة، وليس فيهما ذكر أولاد المشركين، فدل على التوقف في أطفالهم، وأطفال المسلمين أيضا. وسيأتي الكلام على ذراري أهل الإسلام.