(عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: [ ص: 417 ] سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا) بضم الهمزة والتنوين جمع «رأس» وضبطوه في مسلم هنا بوجهين:
أحدهما: هذا.
والثاني: «رؤساء» بالمد، جمع: «رئيس».
قال النووي : وكلاهما صحيح. والأول أشهر.
(فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) .
قال النووي : هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه: أنه يموت حملته، ويتخذ الناس جهالا، يحكمون بجهالاتهم، فيضلون ويضلون.
وهذا أيضا: علم من أعلام النبوة، فقد وقع ذلك، كما أخبر به الصادق المصدوق، صلى الله عليه وآله وسلم. وقبض العلماء في هذا الزمان، وكون الرؤساء جاهلين: واضح، لا يحتاج إلى برهان. ويزداد قبض العلم، ورياسة الجهلاء كل يوم، إلى أن تقوم الساعة. ولله الأمر من قبل ومن بعد.