(عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن نبي الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ كان يقول - عند الكرب -) : بفتح الكاف وسكون الراء، وهو ما يدهم الإنسان: فيأخذ بنفسه، فيغمه ويحزنه.
[ ص: 484 ] (لا إله إلا الله العظيم) : المطلق، البالغ أقصى مراتب العظمة.
الذي لا يتصوره عقل، ولا يحيط بكنهه بصيرة.
(الحليم) : الذي لا يستفزه غضب، ولا يحمله غيظ على استعجال العقوبة، والمسارعة إلى الانتقام.
(لا إله إلا الله، رب العرش العظيم) بالجر صفة للعرش. ووصفه "بالعظمة": لأنه أعظم خلق الله مطافا: لأهل السماء. وقبلة للدعاء. وضبطه بعضهم: بالرفع، نعتا للرب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13719أبو بكر الأصم : جعل "العظيم" صفة للرب أولى من جعله صفة للعرش.
(لا إله إلا الله، رب السماوات، ورب الأرض، رب العرش الكريم) وصفه بالكرامة: لأن الرحمة تنزل منه. أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين.
قال الشوكاني : فيه: مشروعية الدعاء: بما اشتمل عليه، لمن نزل به كرب. وبعد فراغه منه: يدعو بأن يكشف الله عنه كربه، ويذهب ما [ ص: 485 ] أصابه، ويدفع ما نزل به. ولعل قوله "دعاء الكرب": هو باعتبار "رواية أبي عوانة "، حيث قال: "ثم يدعو بعد ذلك". لأن هذا المذكور: ذكر، وليس بدعاء. انتهى.
وقال القسطلاني : وقد صدر هذا الثناء بذكر الرب، ليناسب كشف الكرب. لأنه مقتضى التربية. ووصف الرب "بالعظمة والحلم"، - وهما صفتان مستلزمتان: لكمال القدرة، والرحمة، والإحسان والتجاوز، ووصفه "بكمال ربوبيته" الشاملة: للعالم العلوي، والسفلي. "والعرش" الذي هو سقف المخلوقات، وأعظمها، "وحلمه": يستلزم كمال رحمته، وإحسانه إلى خلقه، فعلم القلب، ومعرفته بذلك: يوجب محبته، وإجلاله، وتوحيده. فيحصل له من الابتهاج، واللذة، والسرور: ما يدفع عنه ألم الكرب، والهم، والغم.
فإذا قابلت: بين ضيق الكرب، وسعة هذه الأوصاف "التي تضمنها هذا الحديث": وجدته في غاية المناسبة، لتفريج هذا الضيق، وخروج القلب: إلى سعة البهجة والسرور.
وإنما يصدق هذه الأمور: من أشرقت فيه أنوارها، وباشر قلبه حقائقها. أشار إليه في "زاد المعاد".
قال في (الكواكب) : فإن قلت: هذا ذكر لا دعاء، قلت: هو ذكر، يستفتح به الدعاء بكشف كربه. ثم يدعو بما شاء.
قال النووي : هذا الحديث: جليل، ينبغي الاعتناء به، والإكثار منه: عند الكرب، والأمور العظيمة. قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: كان السلف يدعون به، ويسمونه: "دعاء الكرب". انتهى.