(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (قال: قال النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: لا يقولن أحدكم: اللهم ! اغفر لي إن شئت، اللهم! ارحمني إن شئت) .
هل النهي للتحريم، أو للتنزيه؟ خلاف. وحمله النووي على الثاني.
(ليعزم المسألة في الدعاء، فإن الله صانع ما شاء. لا مكره له) .
وقيل: سبب الكراهة أن في هذا اللفظ صورة الاستغناء عن المطلوب، والمطلوب منه. انتهى.
والحاصل: أنه ينبغي الاجتهاد في الدعاء، وأن يكون الداعي على رجاء الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله تعالى، فإنه يدعو كريما. ويلح فيه، ولا يستثني. بل يدعو دعاء البائس الفقير.
[ ص: 503 ] قال التوربشتي : أي كونوا - عند الدعاء - على حالة، تستحقون فيها الإجابة. وذلك بإتيان المعروف، واجتناب المنكر، وغير ذلك من مراعاة أركان الدعاء، وآدابه، حتى تكون الإجابة على القلب أغلب من الرد.
والمراد: دعوة معتقدين وقوع الإجابة. لأن الداعي: إذا لم يكن متحققا في الرجاء: لم يكن رجاؤه صادقا. وإذا لم يكن الرجاء صادقا: لم يكن الرجاء خالصا، والداعي مخلصا. فإن الرجاء هو الباعث. ولا يتحقق الفرع، إلا بتحقق الأصل. والله أعلم.