(عن أبي عثمان النهدي) ، عن حنظلة الأسيدي: قال - وكان من كتاب رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم -.
قال النووي : هو هكذا في جميع نسخ بلادنا، وذكره القاضي عن بعض شيوخه كذلك.
وعن أكثرهم: "وكان من أصحاب النبي، صلى الله عليه وآله وسلم".
قال: وكلاهما صحيح. لكن الأول أشهر في الرواية، وأظهر في المعنى. وقد قال في الرواية التي بعد هذه: "عن حنظلة الكاتب".
[ ص: 552 ] (قال لقيني أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة ! قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يذكرنا بالنار والجنة، كأنا رأي عين) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : ضبطناه "بالرفع" أي: كأنا بحال "من يراها بعينه". قال: ويصح النصب على المصدر. أي: نراها رأي عين.
(فإذا خرجنا من عند رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: عافسنا الأزواج، والأولاد) : بالفاء والسين.
قال الهروي، وغيره: معناه: حاولنا ذلك، ومارسناه، واشتغلنا به. أي: عالجنا معايشنا، وحظوظنا (والضيعات: نسينا كثيرا) . جمع: "ضيعة" بالضاد المعجمة. وهي معاش الرجل؛ من مال أو حرفة، أو صناعة.
وروى الخطابي هذا الحرف: "عانسنا" بالنون. قال: ومعناه: "لاعبنا".
[ ص: 553 ] ورواه ابن قتيبة: بالشين المعجمة. قال: ومعناه: "عانقنا". قال النووي : والأول هو المعروف. وهو أعم.
(قال أبو بكر: فوالله ! إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت: أنا وأبو بكر الصديق حتى دخلنا على رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم. قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله !) .
معناه: أنه خاف أنه منافق، حيث كان يحصل له الخوف في مجلس النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ويظهر عليه ذلك: مع المراقبة، والفكر، والإقبال على الآخرة. فإذا خرج: اشتغل بالزوجة، والأولاد، ومعاش الدنيا.
وأصل "النفاق": إظهار ما يكتم خلافه من الشر. فخاف أن يكون ذلك نفاقا.
(فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله ! نكون عندك، تذكرنا: بالنار والجنة، كأنا رأي عين. فإذا خرجنا من عندك: عافسنا الأزواج، والأولاد، والضيعات؛ فنسينا كثيرا. فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "والذي نفسي [ ص: 554 ] بيده ! إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر: لصافحتكم الملائكة - على فرشكم، وفي طرقكم. ولكن، يا حنظلة ! ساعة وساعة") أي: ساعة كذا، وساعة كذا. (ثلاث مرات) .
أعلمه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: أنه ليس بنفاق. وأنهم لا يكلفون: الدوام على ذلك. بل ساعة كذا، وساعة كذا.