4867 [ ص: 555 ] باب في الاجتماع على تلاوة كتاب الله تعالى
وقال النووي : ( باب فضل الاجتماع: على تلاوة القرآن، وعلى الذكر) .
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي، ص 21، 22 جـ 17، المطبعة المصرية
[عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=661875قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ].
[ ص: 556 ] (الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: من نفس) أي: أزال (عن مؤمن: كربة، من كرب الدنيا: نفس الله عنه: كربة، من كرب يوم القيامة) .
[ ص: 557 ] الشرعي، بشرط أن يقصد به وجه الله تعالى. وإن كان هذا شرطا في كل عبادة، لكن عادة العلماء: أنهم يقيدون هذه المسألة به، لكونه قد يتساهل فيه: بعض الناس، ويغفل عنه: بعض المبتدئين، ونحوهم.
وقال بعض الموفقين: طلبنا العلم لغير الله، فأبى العلم إلا أن يكون لله. اللهم ! اجعلنا من هؤلاء.
(وما اجتمع قوم، في بيت من بيوت الله: يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة) .
قال النووي : قيل: المراد بالسكينة هنا: "الرحمة". وهو الذي اختاره nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض . وهو ضعيف، "لعطف الرحمة عليه".
(وذكرهم الله فيمن عنده) معناه: يذكرهم عند ملائكته، حسبما قدمنا بيانه.
وفي الحديث: ترغيب عظيم، للاجتماع على الذكر؛ فإن هذه الأربع الخصائص؛ كل واحدة منها على انفرادها: مما يثير رغبة الراغبين، ويقوي عزم الصالحين: على ذكر رب العالمين. كذا في "تحفة الذاكرين".
[ ص: 558 ] والحديث أيضا: أخرجه الطيالسي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد، وأبو يعلى، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة، وغيرهم: بألفاظ، وطرق.
قال: ويلحق بالمسجد - في تحصيل هذه الفضيلة -: الاجتماع في مدرسة، ورباط، ونحوهما. إن شاء الله تعالى. ويدل عليه: الحديث الذي بعده؛ فإنه مطلق: يتناول جميع المواضع. ويكون التقييد في الحديث الأول: خرج على الغالب. لا سيما في ذلك الزمان. فلا يكون له مفهوم يعمل به. انتهى.
معناه: من كان عمله ناقصا: لم يلحقه بمرتبة أصحاب الأعمال. فينبغي: أن لا يتكل على شرف النسب، وفضيلة الآباء، ويقصر في العمل. هذا كلام النووي .
[ ص: 560 ] وحق العبارة - في هذا المقام -: أن مجرد الاتكال على النسب الرفيع: لا يجدي مع عدم العمل، ولا ينجي من عقاب الله.
وأما من عمل - وإن كان عملا قليلا - ولم يتكل على فضيلة الآباء في نجاته في الآخرة: فقد يمكن أن يلحقه الله سبحانه - بواسع كرمه، وتمام منه -: بآبائه الكرام، المغفور لهم. أو يغفرهم بمجالسة الصلحاء، في مجالس ذكرهم. فهم القوم لا يشقى جليسهم. والله أعلم.