(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ كان يقول: لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده) : النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، (وغلب الأحزاب وحده) أي: من غير قتال من الآدميين.
والمراد: الأحزاب، الذين جاءوا من مكة وغيرها، يوم الخندق، وتحزبوا على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل الله عليهم: ريحا، وجنودا لم يروها.
قال القاضي: وقيل: يحتمل أن المراد: أحزاب الكفر، في جميع الأيام، والمواطن. انتهى.
قال (في الفتح) : اختلف في المراد بالأحزاب هنا؛ فقيل: هم كفار قريش، ومن وافقهم من العرب واليهود: الذين تحزبوا - أي تجمعوا - في غزوة الخندق، ونزلت في شأنهم: "سورة الأحزاب".
وقيل: المراد: أعم من ذلك. وقال النووي : المشهور: الأول.
وقيل: فيه نظر؛ لأنه يتوقف على أن هذا الذكر: إنما شرع من بعد الخندق.
[ ص: 592 ] والجواب: أن غزوات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، التي خرج فيها بنفسه: محصورة. والمطابق منها لذلك: "غزوة الخندق".
قال: والأصل في الأحزاب: أنه جمع "حزب". وهو "القطعة، المجتمعة من الناس"؛ فاللام إما؛ جنسية. والمراد: كل من يتحزب من الناس. وإما: عهدية. والمراد: من تقدم، وهو الأقرب.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي : ويحتمل أن يكون هذا الخبر: بمعنى الدعاء. أي اللهم ! اهزم الأحزاب. والأول أظهر. انتهى.
(فلا شيء بعده) أي: جميع الأشياء - بالنسبة إلى وجوده، تعالى -: كالعدم. إذ كل شيء يفنى، وهو الباقي. فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده.