(اللهم ! أنت الأول) أي: القديم، الذي لا ابتداء له. (فليس قبلك شيء. وأنت الآخر) أي: الباقي بعد فناء خلقه، لا انتهاء له، ولا انقضاء. (فليس بعدك شيء وأنت الظاهر) أي: الذي ظهر فوق كل شيء، وعلى كل شيء (فليس فوقك شيء. وأنت الباطن) . أي: [ ص: 616 ] الذي حجب أبصار الخلائق، عن إدراكه، (فليس دونك شيء) أي: لا يحجبك شيء عن إدراك مخلوقاتك.
قال النووي : أما معنى "الظاهر" من أسماء الله تعالى، فقيل: هو من الظهور، بمعنى: القهر، والغلبة، وكمال القدرة. ومنه: "ظهر فلان، على فلان.
وقيل: الظاهر: بالدلائل القطعية. والباطن: المحتجب عن خلقه. وقيل: العالم بالخفيات.
وأما تسميته سبحانه وتعالى "بالآخر"؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=12604الباقلاني: معناه: الباقي بصفاته: من العلم، والقدرة، وغيرهما: التي كان عليها في الأزل، ويكون كذلك: بعد موت الخلائق، وذهاب علومهم، وقدرهم، وحواسهم وتفرق أجسامهم.
قال: وتعلقت المعتزلة: بهذا الاسم، فاحتجوا به لمذهبهم: في فناء الأجسام، وذهابها بالكلية. قالوا: ومعناه: الباقي بعد فناء خلقه.
ومذهب أهل الحق: خلاف ذلك. وأن المراد: الآخر بصفاته: بعد ذهاب صفاتهم. ولهذا يقال: "آخر من بقي من بني فلان: فلان". يراد حياته، ولا يراد: فناء أجسام موتاهم، وعدمها. انتهى.
[ ص: 617 ] (اقض عنا الدين) يحتمل: أن المراد بالدين هنا: حقوق الله تعالى، وحقوق العباد كلها، من جميع الأنواع.
(وأغننا من الفقر. وكان يروي ذلك: عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم ) فهو مرفوع، متصل إليه. صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضا: أهل السنن.