(عن nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية، رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، خرج من عندها: بكرة، حين صلى الصبح، وهي في مسجدها) أي: موضع صلاتها.
(ثم رجع، بعد أن أضحى) أي: دخل في الضحوة، وهي ارتفاع النهار.
(وهي جالسة، قال: ما زلت على الحال، التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: لقد قلت - بعدك -: أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت. منذ اليوم - لوزنتهن: سبحان الله وبحمده؛ عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه) أي: مقدار وزن عرشه سبحانه، مع عظم قدره، وكون السماوات والأرض بالنسبة إليه: كحلقة ملقاة في فلاة.
(ومداد كلماته) بكسر الميم. قيل: معناه: مثلها في العدد. وقيل: مثلها في أنها لا تنفد. وقيل: في الثواب.
[ ص: 622 ] قال النووي : المداد - هنا -: مصدر، بمعنى المدد. وهو ما كثرت به الشيء. قال العلماء: واستعماله - هنا - مجاز. لأن كلمات الله لا تحصر: بعد ولا غيره. والمراد: المبالغة في الكثرة. لأنه ذكر أولا: ما يحصره العدد الكثير، من عدد الخلق، ثم زنة العرش، ثم ارتقى: إلى ما هو أعظم من ذلك. وعبر عنه بهذا. أي: ما لا يحصيه عد، كما لا تحصى كلمات الله تعالى. انتهى.
قال (في تحفة الذاكرين) : وفي الحديث: دليل على أن من قال: "سبحان الله، عدد كذا، وزنة كذا": كتب له ذلك القدر. وذلك فضل الله، يمن به على من يشاء من عباده. فلا يتجه ههنا: أن يقال: إن مشقة من قال هكذا: أخفت من مشقة من كرر لفظ الذكر، حتى يبلغ إلى مثل ذلك العدد. فإن هذا باب، فتحه رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: لعباد الله، وأرشدهم إليه، ودلهم عليه: تخفيفا عليهم، وتكثيرا لأجورهم: من دون تعب، ولا نصب. فلله الحمد.
وهو من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء، بلفظ؛ قال: أبصرني رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ وأنا أحرك شفتي، فقال: "يا أبا الدرداء ! ما تقول؟، قلت: أذكر الله. قال: "أفلا أعلمك ما هو أفضل من ذكرك: الليل مع النهار، والنهار مع الليل؟ قلت: بلى. قال: "سبحان الله الحديث"،. قال (في مجمع الزوائد) : فيه nindex.php?page=showalam&ids=16861 "ليث بن أبي سليم". وهو ثقة، لكنه مدلس. "وأبو إسرائيل الملائي": حسن الحديث. وبقية رجاله: رجال الصحيح. انتهى.
وفي هذا الحديث: دليل على أنه: يكتب للذاكر - إذا قال: عدد كذا، ونحو ذلك-: جميع ما ذكر بعدده، أو نحوه. وإن كان يفوت الإحصاء، ولا يمكن الوقوف على مقداره: من بني آدم، فإن الله سبحانه يعلم ذلك، ويحيط بكل شيء.
وفي (عدة الحصن الحصين) : أحاديث، مما يقوي معنى هذا الحديث. فراجعه.