معناه: أن من قال ذلك، فقد أتى بأفضل مما جاء به: كل أحد، إلا أحدا قال مثل ذلك، أو زاده. فالاستثناء (بظاهره) : من النفي.
[ ص: 628 ] (وبالتحقيق) 5 : من الإثبات. قاله السيد محمد بن إسماعيل الأمير "رحمه الله".
قال البقاعي: وقد حقق السعد التفتازاني: هذا المبحث، في (شرح المقاصد) بما حاصله، أن هذه الصيغة: تستعمل على مقتضى أصل اللغة: فتنتقي الزيادة فقط. وتارة على مقتضى ما شاع من العرف: فتنتفي المساواة؛ فمثل قوله، صلى الله عليه وآله وسلم: "ما طلعت الشمس، ولا غربت، على أحد - بعد النبيين - أفضل من أبي بكر". وإن كان ظاهره: نفي أفضلية الغير، لكنه إنما سيق لأفضلية المذكور.
والسر في ذلك: أن الغالب - من حال كل اثنين -: هو التفاضل، دون التساوي. فإذا نفي أفضلية أحدهما: ثبتت أفضلية الآخر.
قال: وبمثل هذا ينحل الإشكال المشهور، على حديث الباب. هذا ويصير ذلك كالحديث الذي رواه " البار "، من رواية: جابر الجعفي، عن أبي المنذر الجهني؛ قال: قلت: يا نبي الله ! علمني أفضل الكلام. قال: "يا أبا المنذر ! قل: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير: مائة [ ص: 629 ] مرة. فإنك - يومئذ - أفضل الناس عملا. إلا من قال مثل ما قلت". والله أعلم.