(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ كان يدعو بهؤلاء الدعوات: "اللهم ! إني أعوذ بك: من فتنة [ ص: 649 ] النار) وهي سؤال الخزنة، على سبيل التوبيخ. وإليه الإشارة، بقوله تعالى: { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير } .
وأعوذ بك: (من شر فتنة الفقر) : كأن يحمله "الفقر": على اكتساب الحرام، أو يتلفظ بكلمات، تؤديه إلى الكفر.
قال النووي : أما استعاذته، صلى الله عليه وآله وسلم: من فتنة الغنى، وفتنة الفقر: فلأنهما حالتان، تخشى الفتنة فيهما: بالتسخط، وقلة الصبر، والوقوع في حرام أو شبهة: للحاجة. ويخاف في الغنى: من الأشر، والبطر، والبخل: بحقوق المال، أو إنفاقه في إسراف، وفي باطل، أو في مفاخر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: إنما استعاذ "صلى الله عليه وسلم" من الفقر، الذي هو فقر النفس: لا قلة المال.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وقد تكون استعاذته، من فقر المال. والمراد: "الفتنة في عدم احتماله، وقلة الرضى به . ولهذا قال: "فتنة الفقر"، ولم يقل: "الفقر". وقد جاءت أحاديث كثيرة: بفضل الفقر.
(وأعوذ بك: من شر فتنة المسيح الدجال) الأعور، الكذاب. "والمسيح": بفتح الميم. و"الدجال": بتشديد الجيم.
(اللهم ! اغسل خطاياي: بماء الثلج والبرد) .
و"الخطايا": جمع خطيئة. و"البرد": بفتح الباء، والراء. وهو حب الغمام.
[ ص: 651 ] وفي كتاب الصلاة: "بالماء والثلج، والبرد".
قال التوربشتي : ذكر أنواع المطهرات، المنزلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة، إلا بها: تبيانا لأنواع المغفرة، التي لا يخلص من الذنوب: إلا بها.
أي: طهرني من الخطايا: بأنواع مغفرتك، التي هي في تمحيص الذنوب: بمثابة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، والأوصاب، ورفع الجنابة، والأحداث.
وقال الطيبي: ويمكن أن يقال: ذكر الثلج والبرد، بعد ذكر الماء، المطلوب منهما: شمول أنواع الرحمة، بعد المغفرة: لإطفاء حرارة عذاب النار، التي هي في غاية الحرارة. لأن عذاب النار، يقابله: الرحمة. فيكون التركيب من باب قوله: "متقلدا: سيفا، ورمحا". أي: اغسل خطاياي: بالماء. أي اغفرها. وزد على الغفران: شمول الرحمة.
(ونق) : بفتح النون، وتشديد القاف (قلبي: من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض: من الدنس) . أي: الوسخ، تأكيد: للسابق، ومجاز عن إزالة الذنوب، ومحو أثرها.