(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك) رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يقول: اللهم ! إني أعوذ بك: من العجز) وهو عدم القدرة.
[ ص: 654 ] (والكسل) وهو التثاقل، كما مر.
(والجبن) : ضد الشجاعة. وهي "فضيلة قوة الغضب، وانقيادها للعقل".
(والهرم) ، وهو الزيادة، في كبر السن.
(والبخل) : ضد الكرم.
قال النووي : استعاذته "من الجبن، والبخل، لما فيهما من التقصير، عن أداء الواجبات، والقيام بحقوق الله تعالى، وإزالة المنكر، والإغلاظ على العصاة. ولأنه؛ بشجاعة النفس، وقوتها المعتدلة: تتم العبادات، ويقوم بنصر المظلوم، والجهاد.
وبالسلامة "من البخل": يقوم بحقوق المال، وينبعث: للإنفاق والجود، ولمكارم الأخلاق. ويمتنع: من الطمع فيما ليس له.
(وأعوذ بك: من عذاب القبر) الواقع على الكفار، ومن شاء الله: من عصاة أهل التوحيد. أعاذنا الله: من كل مكروه.
(ومن فتنة المحيا، والممات) أي: مما يعرض للإنسان - في مدة حياته - من الافتنان: بالدنيا وشهواتها، وجهالاتها. وأعظمها - والعياذ بالله -: أمر الخاتمة، عند الموت.
وفتنة الممات؛ قيل: هي "فتنة القبر"، كسؤال الملكين. والمراد: "من شر ذلك". وإلا، فأصل السؤال: واقع لا محالة. فلا يدعى: [ ص: 655 ] برفعه. فيكون عذاب القبر مسببا عن ذلك. والسبب غير المسبب.
وقيل: المراد: الفتنة قبيل الموت. وأضيفت إلى الموت: لقربها منه. وحينئذ تكون "فتنة المحيا": قبل ذلك. وقيل: غير ذلك.
قال العلماء: استعاذته، صلى الله عليه وآله وسلم، من هذه الأشياء: لتكمل صفاته في كل أحواله، وشرعه أيضا، تعليما.
قال النووي : في هذه الأحاديث: دليل على استحباب الدعاء، والاستعاذة من كل الأشياء المذكورة، وما في معناها. وهذا هو الصحيح، الذي أجمع عليه العلماء، وأهل الفتاوى، في الأمصار.
وذهبت طائفة - من الزهاد، وأهل المعارف -: إلى أن ترك الدعاء: أفضل، استسلاما للقضاء.
وقال آخرون منهم: إن دعا للمسلمين: فحسن. وإن دعا لنفسه: فالأولى تركه.
وقال آخرون منهم: إن وجد في نفسه باعثا للدعاء: استحب، وإلا فلا.