هذا الحديث، أخرجه بهذا اللفظ - من حديثه -: nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، إلا أن "أبا داود"؛ قال: "وتحويل عافيتك".
قال الشوكاني (في التحفة) : "استعاذ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: من زوال النعمة؛ لأن ذلك لا يكون، إلا عند: عدم شكرها، والمعنى على ما تقتضي وتستحقه: كالبخل بما يوجبه النعمة: - على صاحبها. من تأدية ما يجب عليه: من الشكر، والمواساة، وإخراج ما يجب إخراجه".
واستعاذ أيضا: من تحول عافيته "سبحانه"، لأنه إذا كان قد اختصه الله سبحانه: بعافيته، فقد ظفر بخيري الدارين. فإن تحولت عنه: فقد أصيب بشري الدارين. فإن العافية: بها يكون صلاح أمور الدنيا والدين.
[ ص: 663 ] واستعاذ "صلى الله عليه وسلم": من فجاءة نقمة الله "سبحانه"، لأنه إذا انتقم من العبد: أحل به من البلاء: ما لا يقدر على دفعه، ولا يستدفع: سائر المخلوقين - وإن اجتمعوا جميعا - كما في الحديث: الصحيح، القدسي: "أن العباد، لو اجتمعوا على أن ينفعوا أحدا: لم يقدروا على نفعه. أو اجتمعوا جميعا على أن يضروا واحدا: لم يقدروا على ضره".
و"الفجاءة": بضم الفاء، وفتح الجيم ممدود: من "فاجأه مفاجأة": إذا جاءه بغتة، من غير أن يعلم بذلك.
ولهذا؛ قال الصادق المصدوق: "وجميع سخطك". وجاء بهذه العبارة - الشاملة لكل سخط -: "اللهم ! إنا نعود بك: من جميع سخطك، ونسألك: رضاك. فمن رضيت عنه: فقد فاز في جميع أموره، وأفلح في كل شؤونه. ونعوذ بك: من زوال نعمتك، وتحول [ ص: 664 ] عافيتك، وفجاءة نقمتك. يا رحمن ! يا رحيم ! يا ذا الجلال والإكرام ! يا حي ! يا قيوم !". انتهى.
قال النووي : هذا الحديث: أدخله nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، بين أحاديث النساء. وكان ينبغي: أن يقدمه عليها كلها.
قال: وهذا الحديث، رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن " أبي زرعة الرازي ": أحد حفاظ الإسلام، وأكثرهم حفظا. ولم يرو nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم (في صحيحه) عنه: غير هذا الحديث.
وهو من أقران nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . توفي بعد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : بثلاث سنين، سنة أربع وستين ومائتين. انتهى.
قلت: واسمه "عبيد الله بن عبد الكريم"، كما في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم نفسه.