(عن nindex.php?page=showalam&ids=14058الحارث بن سويد ؛ قال: دخلت على عبد الله، أعوده - وهو مريض -، فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه، وحديثا عن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ يقول: لله): بلام التأكيد، المفتوحة.
(أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية).
قال النووي: قال العلماء: «فرح الله تعالى»: هو رضاه. قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري: الفرح على وجوه ؛ منها: «السرور». ويقاربه: الرضاء بالمسرور به. قال: فالمراد هنا أن الله تعالى، يرضى توبة عبده، أشد [ ص: 10 ] مما يرضى واجد ضالته: بالفلاة. فعبر عن الرضاء: بالفرح، تأكيدا لمعنى الرضاء (في نفس السامع)، ومبالغة في تقريره. «ودوية»: بفتح الدال، وتشديد الواو والياء، جميعا. وفي رواية أخرى: «داوية» بزيادة ألف. وهي بتشديد الياء أيضا.
قال النووي: اتفق العلماء، على أنها «دوية». وكلاهما صحيح.
قال أهل اللغة: «الدوية»: الأرض القفر، والفلاة: الخالية. قال الخليل: هي المفازة.
قالوا: ويقال: «دوية، وداوية».
فأما «الدوية»: فمنسوب إلى «الدو» بتشديد الواو. وهي «البرية» التي لا نبات بها.
وأما «الداوية): فهي على إبدال إحدى الواوين: ألفا، كما قيل في النسب إلى طي: «طائي».
(مهلكة): بفتح الميم، واللام وكسرها. وهي موضع خوف الهلاك. ويقال لها: «مفازة». كما يقال للديغ: «سليم».
(معه، راحلته، عليها: طعامه، وشرابه. فنام، فاستيقظ - وقد ذهبت -. فطلبها، حتى أدركه العطش. ثم قال: أرجع إلى مكاني [ ص: 11 ] الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت. فوضع رأسه على ساعده، ليموت. فاستيقظ) أي: من نومه. (وعنده راحلته: عليها زاده، وطعامه، وشرابه. فالله أشد فرحا: بتوبة العبد المؤمن، من هذا: براحلته، وزاده).
وهذا الحديث: رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري: بألفاظ.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: إن مثل هذا صدر في حال الدهشة والذهول، لا يؤاخذ به الإنسان. وكذا حكايته عنه، على وجه العلم أو الفائدة الشرعية، لا على سبيل الهزء والعبث. انتهى.
وأقول: حق العبارة: أن صدور مثل هذا الكلام، في حال شدة الفرح: لا يؤخذ عليه قائله. وهذا هو الموافق بظاهر لفظ الحديث. ويقاس عليه: أحوال أخرى: من شدة الحزن، أو الخوف، ونحوهما. فكل [ ص: 12 ] ذلك معفو. وهو فيه معذور لعدم اعتدال العقل، والفهم: في هذه الحالات.
وفيه: أن نقل الكفر: ليس بكفر. وفي القرآن الكريم، من أمثال هذا النقل كثير من أهل الكفر، والشرك، وعباد الأوثان، ومن هو مثلهم.
وحديث الباب: ذكره الراوي مرفوعا. ولم يذكر حديث عبد الله، عن نفسه. وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري (في صحيحه)، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، وغيرهما.