وقد ثبت بالأحاديث السابقة: أن رحمته سابقة غالبة على غضبه، الذي هو عقوبته وسخطه. «ولا ييأس من روح الله: إلا القوم الكافرون».
وأما المؤمنون: فيخافون، ويرجون. والله أرحم بهم من كل أحد: في الدنيا، وفي الآخرة. إن شاء الله تعالى.
وقد اشتمل هذا الحديث: على الترهيب والترغيب معا.
قال بعض أهل العلم: «المؤمن» يتردد بين الخوف والرجاء، - لخفاء السابقة - وذلك لأنه ينظر تارة: إلى عيوب نفسه، فيخاف. وتارة: ينظر إلى كرم الله، فيرجو.
وقيل: يجب أن يزيد خوف العالم، على رجائه ؛ لأن خوفه يزجره: عن المناهي، ويحمله: على الأوامر. ويجب أن يعتدل خوف العارف ورجاؤه ؛ لأن عينه ممتدة إلى السابقة، ورجاء المحب: يجب أن يزيد على خوفه ؛ لأنه بساط الجمال.
«والرجاء» بالمد «هو تعليق القلب بمحبوب»: من جلب نفع، أو دفع ضر. وسيحصل في المستقبل، وذلك بأن يغلب على القلب: الظن بحصوله، في المستقبل. والله أعلم.