(عن أبي محذورة) رضي الله عنه: اسمه "سمرة" وقيل "أوس" وقيل: "جابر"، وقيل: "سليمان"؛ وهو قرشي؛ جمحي، أسلم بعد حنين وكان من أحسن الناس صوتا. توفي بمكة سنة تسع وخمسين. وقيل: سبع وسبعين. وتوارثت ذريته الأذان.
(أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علمه هذا الأذان "الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله؛ أشهد أن محمدا رسول الله". ثم يعود فيقول: "أشهد أن لا إله إلا الله - مرتين- أشهد أن محمدا رسول الله- مرتين- حي على الصلاة،- مرتين- حي على الفلاح- مرتين-).
(زاد إسحاق) "يعني" ابن إبراهيم: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله).
هكذا وقع في أول هذا الحديث في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، في أكثر الأصول: "الله أكبر" مرتين. ووقع في بعض الطرق "أربع مرات. والمشهور في حديث ابن زيد "التربيع".
وبالتثنية قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، محتجا بهذا الحديث، وبأنه عمل أهل المدينة، وهم أعرف بالسنن.
وحجة الجمهور: أن الزيادة من الثقة مقبولة. "وبالتربيع" عمل أهل مكة؛ وهي مجمع المسلمين في المواسم وغيرها، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة.
قلت: الحجة في الدليل. والدليل دل على التربيع، فوجب العمل عليه.
لا على عمل أهل المدينة، وأهل مكة. فإن ذلك ليس من الدليل في ورد، ولا صدر، كما حققه علماء أصول الفقه.
وفي هذا الحديث حجة بينة، ودلالة واضحة، لمذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، وجمهور أهل العلم: أن الترجيع في الأذان ثابت، مشروع.
وهو "العود" إلى الشهادتين مرتين؛ برفع الصوت، بعد قولهما مرتين بخفض الصوت.
وحديث ابن زيد، ليس فيه ترجيع، وهو حجة nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة "رحمه الله".
والجواب: أن الزيادة مقدمة، مع أن هذا الحديث متأخر عن حديث ابن زيد، فإن حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة سنة "ثمان" من الهجرة، بعد "حنين". وحديث "ابن زيد" في أول الأمر.
والأصح: أن الترجيع سنة، لا ركن.
[ ص: 106 ] وقد ذهب جماعة من أهل الحديث وغيرهم، إلى التخيير بين فعله والترك. والصواب "إثباته".