ومعنى «فكاكك من النار»: أنك كنت معرضا لدخول النار. وهذا فكاكك. لأن الله تعالى: قدر لها عددا يملؤها.
فإذا دخلها الكفار: بكفرهم وذنوبهم، صاروا في معنى الفكاك للمسلمين.
وأما رواية: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين: بذنوب»، فمعناه: أن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين، ويسقطها عنهم. ويضع على اليهود والنصارى: مثلها، بكفرهم، وذنوبهم، فيدخلهم النار: بأعمالهم، لا بذنوب المسلمين.
وقوله «ويضعها»: مجاز. والمراد: «يضع عليهم مثلها، بذنوبهم»، كما ذكرنا.
لكن لما أسقط سبحانه وتعالى - عن المسلمين -: سيئاتهم، وأبقى على الكفار: سيئاتهم. صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم: حملوا الإثم الباقي، وهو إثمهم.
[ ص: 108 ] ويحتمل أن يكون المراد: آثاما كان الكفار سببا فيها، بأن سنوها» فتسقط عن المسلمين: بعفو الله تعالى. ويوضع على الكفار: مثلها، لكونهم سنوها.
ومن سن سنة سيئة: كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. والله أعلم.