قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم ؟ قال: «بلى. والذي نفسي بيده! رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين»).
[ ص: 159 ] (الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه ؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ قال: إن أهل الجنة، ليتراءون) أي: يرى بعضهم بعضا.
(أهل الغرف): بضم الغين، وفتح الراء. جمع «غرفة»، بالضم، والسكون. وهو «القصر الرفيع».
(من فوقهم، كما يتراءون: الكوكب الدري، الغابر من الأفق - من المشرق، أو المغرب - لتفاضل ما بينهم).
هكذا هو في عامة النسخ: «من الأفق». وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: لفظة «من» لابتداء الغاية.
ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: «في الأفق» قال بعضهم: وهو الصواب.
[ ص: 160 ] قال «ابن القيم»: وهو أبين. قال: وفي التمثيل به دون الكوكب المسامت للرأس ، وهو أعلى -: فائدتان ؛ إحداهما: بعده عن العيون.
والثانية: أن الجنة درجات، بعضها أعلى من بعض. وإن لم تسامت العليا: السفلى. كالبساتين الممتدة: من رأس الجبل، إلى ذيله. والله أعلم. انتهى.
وذكر بعضهم: أن «من» في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080«مسلم»: لانتهاء الغاية. وقد جاءت كذلك، كقولهم: «رأيت الهلال، من خلل السحاب». قال: وهذا صحيح. ولكن حملهم لفظة «من» هنا، على «انتهاء الغاية»: غير nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم. بل هي على بابها.
أي كان ابتداء رؤيته إياه: رؤيته من خلل السحاب، ومن الأفق.
قال: وقد جاء في رواية، عن nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان ؛ «على الأفق الغربي.
ومعنى «الغابر»: الذاهب، الماشي. أي الذي تدلى للغروب، وبعد عن العيون.
قال السيد: «الغابر» بالباء، من «الغبور». أي: الباقي، عند انتشار ضوء الفجر. فإنما يستنير عند ذلك الوقت: الكوكب الدري.
[ ص: 161 ] ويروى: «الغائر» بالهمز. من «الغور» أي: الذاهب في الأفق البعيد.
وقيل: هذه الرواية تصحيف، بلا شك. انتهى.
وروي في غير صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: «الغارب بتقديم الراء. وهو بمعنى ما ذكرناه.
وروي «العازب» بالعين، والزاي. ومعناه: البعيد في الأفق. وكلها راجعة إلى معنى واحد. قاله النووي.
وكلمة «أو) هي الموجودة: في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، وفي شرح السنة، وجامع الأصول، ورياض الصالحين. قال السيد: وهو الأولى.
وفي نسخ المصابيح: «من المشرق والمغرب»..
وإنما ذكر «المشرق أو المغرب» دون السماء، لأن المقصود: البعد، والإنارة، معا.
(قالوا: يا رسول الله ! تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم ؟ قال: «بلى. والذي نفسي بيده ! رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين»).
. وهذا الحديث متفق عليه.
[ ص: 162 ] وفي الباب أحاديث، ذكرها «ابن القيم» في «الحادي».