فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أينفعك شيء، إن حدثتك ؟ ». قال: أسمع بأذني.
فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعود معه، فقال: «سل».
فقال اليهودي: أين يكون الناس، يوم تبدل الأرض غير الأرض، والسموات ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم في الظلمة، دون الجسر».
قال: فمن أول الناس إجازة ؟
قال: «فقراء المهاجرين».
قال اليهودي: فما تحفتهم، حين يدخلون الجنة ؟
قال: «زيادة كبد النون».
قال: فما غذاؤهم، على إثرها ؟
قال: «ينحر لهم: ثور الجنة، الذي كان يأكل من أطرافها».
[ ص: 166 ] قال: فما شرابهم عليه ؟
قال: «من عين فيها، تسمى: سلسبيلا». قال: صدقت.
قال: وجئت أسألك عن شيء، لا يعلمه أحد من أهل الأرض، إلا نبي، أو رجل، أو رجلان.
قال: «ينفعك، إن حدثتك ؟ ». قال: أسمع بأذني.
قال: جئت، أسألك عن الولد ؟
قال: «ماء الرجل أبيض. وماء المرأة أصفر. فإذا اجتمعا، فعلا مني الرجل مني المرأة: أذكرا، بإذن الله. وإذا علا مني المرأة، مني الرجل: آنثا، بإذن الله».
قال اليهودي: لقد صدقت. وإنك لنبي. ثم انصرف، فذهب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد سألني هذا: عن الذي سألني عنه، وما لي علم بشيء منه، حتى أتاني الله به»).
(الشرح)
(عن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم -، قال: كنت قائما - عند رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم -، فجاء حبر): بفتح الحاء. وكسرها. لغتان مشهورتان. وهو العالم (من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك، يا محمد ! فدفعته دفعة، كاد يصرع منها. فقال: لم تدفعني ؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله !
[ ص: 167 ] فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه. الذي سماه به: أهله.
فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: «إن اسمي محمد، الذي سماني به أهلي».
فقال اليهودي: جئت، أسألك. فقال له رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: «أينفعك شيء. إن حدثتك ؟ » قال: أسمع بأذني. فنكت: بفتح النون، والكاف، والتاء. معناه: يخط (رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: بعود معه) أي: في الأرض، ويؤثر به فيها. وهذا يفعله المتفكر.
وفي هذا دليل: على جواز فعل مثل هذا. وأنه، ليس مخلا بالمروءة.
وقوله: «آنثا» بالمد في أوله، وتخفيف النون. وقد روي: «بالقصر، وتشديد النون.
(بإذن الله. قال اليهودي: لقد صدقت. وإنك لنبي. ثم [ ص: 170 ] انصرف، فذهب. فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: «لقد سألني هذا: عن الذي سألني وما لي علم بشيء منه، حتى أتاني الله به»).
وأورد «ابن القيم» حديث الباب هذا مختصرا، من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، في (الحادي)، في فصل «تحفة أهل الجنة، إذا دخلوها».
وقال: وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=9«أنس» - في ذكر سؤال nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام -، قال صلى الله عليه وآله وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=653645«وأما أول طعام يأكله أهل الجنة: فزيادة كبد الحوت».
وفيه ؛ قال: (إدامهم: «ثور، ونون»، يأكل من زيادة كبدهما: سبعون ألفا».
[ ص: 171 ] وروى «ابن المبارك»، عن كعب ؛ أنه قال: إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: ادخلوا: إن لكل ضيف جزورا. وإني أجزركم اليوم. فيؤتى بثور، وحوت، فينحر لأهل الجنة») انتهى).