الرابع: يلبسن ثيابا رقاقا، تصف ما تحتها. كاسيات عاريات في المعنى. انتهى.
قلت: ولا مانع من إرادة الجميع. فقد رأينا منهن: من تجمع تلك كلها.
قال: وأما مائلات مميلات؛ فقيل: زائغات عن طاعة الله تعالى، وما يلزمهن: من حفظ الفروج، وغيرها. ومميلات: يعلمن غيرهن، مثل فعلهن.
وقيل: مائلات: متبخترات في مشيتهن، مميلات أكتافهن.
وقيل: «مائلات»: يتمشطن المشطة الميلاء. وهي مشطة البغايا، معروفة لهن. مميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة.
وقيل: مائلات إلى الرجال، مميلات لهم: بما يبدين من زينتهن، وغيرها. انتهى.
وأقول: كل ما يصدق عليه أنه «ميل، وإمالة»: فهو يدخل تحت هذا الحديث.
قال: وأما رؤوسهن كأسنمة البخت»، فمعناه: يعظمن [ ص: 248 ] رؤوسهن: بالخمر والعمائم، وغيرها: مما يلف على الرأس، حتى تشبه أسنمة الإبل البخت. هذا هو المشهور في تفسيره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري: ويجوز أن يكون معناه: يطمحن إلى الرجال، ولا يغضضن عنهم، ولا ينكسن رؤوسهن.
واختار nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: أن «المائلات»: يمشطن المشطة الميلاء. قال: وهي ضفر الغدائر، وشدها إلى فوق، وجمعها في وسط الرأس، فتصير كأسنمة البخت.
قال: وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بها: إنما هو ارتفاع الغدائر، فوق رؤوسهن، وجمع عقائصها هناك، وتكثرها بما يضفرنه: حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس، كما يميل السنام.
قال «ابن دريد»: يقال: ناقة ميلاء، إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها. انتهى.
قلت: وقد رأيت هذه النساء كثيرا، في بعض بلاد الهند. ورآهن غيري في غير هذا الإقليم، من بلاد أخرى. وهن جامعات: لهذه الماجريات كلها.
وفيه: تصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[ ص: 249 ] وأما «عدم دخولهن الجنة»، فقال النووي: يتأول التأويلين، السابقين في نظائره ؛ أحدهما: أنه محمول على من استحلت حراما من ذلك، مع علمها بتحريمه. فتكون كافرة مخلدة في النار، ولا تدخل الجنة أبدا.
والثاني: يحمل على أنها لا تدخلها أول الأمر، مع الفائزين.