وهذه النار الخارجة من قعر عدن، هي الحاشرة للناس. كما صرح به في الحديث.
قال النووي : جعل nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض "النار الخارجة من أرض الحجاز": حاشرة. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ولعلهما ناران تجتمعان، لحشر الناس.
قال : أو يكون ابتداء خروجهما من اليمن. ويكون ظهورهما وكثرة قوتهما: بالحجاز. انتهى.
قال النووي : وليس في الحديث: أن "نار الحجاز" متعلقة بالحشر. بل هي آية من أشراط الساعة، مستقلة. وقد خرجت في زماننا: نار بالمدينة، سنة أربع وخمسين وستمائة -وكانت نارا عظيمة جدا-: من جنب المدينة الشرقي، وراء الحرة. تواتر العلم بها، عند جميع أهل [ ص: 318 ] الشام، وسائر البلدان. وأخبرني من حضرها: من أهل المدينة. انتهى.
قلت: الصحيح: أن هذين ناران؛ أحدهما: من أشراط القيامة الماضية. وهي ما في حديث الباب.
وأما النار الأخرى التي تخرج من اليمن، فهي -وإن كانت أيضا من آيات الساعة- لكنها تخرج بقرب من قيام الساعة جدا.
وقصة "نار المدينة": صحيحة، ثابتة لا ريب فيها: باتفاق أهل العلم، من أصحاب السير والتواريخ المعتبرة، المعتمدة عليها.
وقد ذكرناها في (حجج الكرامة)، مفصلة واضحة. وأشرنا إليها في (الإذاعة) في مطاوي ذكر "الفتن" الغابرة الماضية الخالية. وأيضا: قصتها محررة في (الإشاعة، لأشراط الساعة).
قال "الشيخ أبو الفلاح" في كتابه: (شذرات الذهب، في أخبار من ذهب): قيل: بقيت هذه النار ثلاثة أشهر. وكان نساء المدينة: يغزلن على ضوئها. وظن أهل المدينة: أنها القيامة. انتهى.
وذكرها القسطلاني، وغيره من المؤرخين: مفصلة، ومجملة.
وهي غير النار التي تخرج في آخر الزمان، تحشر الناس إلى محشرهم: بإذن الرحمن. والله أعلم.