فإذا تصافوا: قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا، نقاتلهم.
فيقول المسلمون: لا والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم؛ فينهزم ثلث، لا يتوب الله عليهم أبدا. ويقتل ثلثهم؛ أفضل الشهداء، عند الله. ويفتتح الثلث: لا يفتنون أبدا. فيفتتحون قسطنطينية. فبينما هم يقتسمون الغنائم: قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح، قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون. -وذلك باطل-.
فإذا جاءوا الشأم: خرج. فبينما هم يعدون للقتال؛ يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة.
فينزل عيسى ابن مريم، صلى الله عليه وسلم، فأمهم.
فإذا رآه عدو الله: ذاب، كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه: لانذاب حتى يهلك.
قال النووي : وهذا موجود في زماننا. بل معظم عساكر الإسلام: في بلاد الشام ومصر، سبوا. ثم هم اليوم -بحمد الله- يسبون الكفار. وقد سبوهم -في زماننا- مرارا كثيرة.
يسبون -في المرة الواحدة- من الكفار: ألوفا. ولله الحمد، على إظهار الإسلام، وإعزازه.
(نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا. والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم؛ فينهزم ثلث، لا يتوب الله عليهم أبدا). أي: لا يلهمهم التوبة.
(ويقتل ثلثهم؛ أفضل الشهداء، عند الله. ويفتتح الثلث: لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية): هي بضم القاف، وإسكان السين، وفتح الطاء الأولى، وكسر الثانية. وبعدها: ياء ساكنة، ثم نون. هكذا ضبطناه. وهو المشهور. ونقله، عياض في (المشارق): عن المتقنين، والأكثرين.
وعن بعضهم: زيادة ياء مشددة بعد النون.
وهي مدينة مشهورة، من أعظم مدائن الروم. وقد يخفف الياء.
قال في القاموس: "قسطنطينية" مشددة: "حصن" بحدود إفريقية، دار ملك الروم.