وذكر في منع الروم: ذلك -بالشام- مثله. وهذا وجد في زماننا، في العراق. وهو الآن موجود.
وقيل: لأنهم يرتدون في آخر الزمان، فيمنعون ما لزمهم من الزكاة وغيرها.
وقيل: معناه: أن الكفار الذين عليهم الجزية، تقوى شوكتهم في آخر الزمان، فيمتنعون مما كانوا يؤدونه: من الجزية والخراج، وغير ذلك. قاله النووي . قلت: وقد وجد ذلك كله، في هذا الزمان الحاضر: في العراق، والشام، ومصر. واستولى الروم -يعني النصارى- على أكثر البلاد، في هذه المائة الثالثة عشر. ولهم الاستيلاء على سائرها كل يوم. ولله الأمر من قبل، ومن بعد.
[ ص: 369 ] (ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم).
وهذا أيضا، قد وجد على الوجه الأتم. وبلغت "غربة الإسلام"، إلى أن لم يبق في أيديه: حل ولا عقد. وصار أهله كالعبيد والأسراء، في أيدي الروم. كما كانت حال "بني إسرائيل" عند فرعون مصر. والناس ينتظرون: ظهور المهدي، ونزول عيسى، عليهما السلام. ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. فقد طال الزمان، وآذنت الدنيا بانصرامها، وظهرت جملة الأشراط، وكملت. ودنت هذه المائة: إلى الختم. ولم يبق منها إلا شهران، وسنة واحدة. وملئت الدنيا: جورا، وظلما، وعدوانا، وفسقا، وفجورا. وجمعت المنكرات كلها، في كل قطر من أقطار الأرض. وعمت الكبائر: في العجم والعرب. وصار المعروف منكرا، والمنكر معروفا.
(شهد على ذلك: لحم nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ودمه): هذا توثيق منه، رضي الله عنه: في أن الحديث، سمعه من رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بلا شك، ولا شبهة طارية عليه.