قال: وسبب كثرة الفضل فيه: أن الناس يغفلون عنها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا الأفراد. انتهى.
وهذا الزمان: مصداق هذا الحديث؛ فقد عمت البلوى فيه، وانطمست معالم الإسلام، واندرست منارة الشرع، وغفل الناس عن العبادات المفروضة، واشتغلوا عنها: إلى الابتلاء في المعاملات، التي [ ص: 390 ] ليست مؤسسة على قواعد الدين الحق، ولا مبنية على ضوابط الملة الصادقة. بل جرت الأعمال على مقتضى قوانين الرجال، وتبع فيها الأواخر الأوائل.
فمن يعبد الله سبحانه، في مثل هذا الزمان الفاسد، خالصا مخلصا، راغبا في الآخرة، زاهدا في الدنيا، مقتديا بالسنة المطهرة، ومتبعا للكتاب العزيز، مهاجرا لما نهى الله تعالى ورسوله عنه، من أنواع الشرك والبدع والكبائر: فله أجر المهاجر إلى الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وإن قل عمله وقصر فيه. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.