(عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب "رضي الله عنهما"، انطلق مع رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، في رهط: قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان، عند أطم بني مغالة) هكذا هو في بعض النسخ.
وفي بعضها: "ابن مغالة". والأول هو المشهور.
"والمغالة": بفتح الميم، وتخفيف الغين المعجمة.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في رواية الحسن الحلواني، التي بعد هذه: "أنه "أطم بني معاوية": بضم الميم، وبالعين المهملة.
قال أهل العلم: المشهور المعروف: هو الأول.
[ ص: 400 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: "وبنو مغالة": كل ما كان على يمينك، إذا وقفت آخر البلاط، مستقبل مسجد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
"والأطم" بضم الهمزة والطاء. هو "الحصن". جمعه: "آطام".
(وقد قارب ابن صياد -يومئذ- الحلم. فلم يشعر، حتى ضرب رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ظهره. بيده. ثم قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟" فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: أتشهد أني رسول الله؟) صلى الله عليه وآله وسلم.
(فرفضه رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم). هكذا هو في أكثر النسخ "بالضاد المعجمة".
وقال: nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: روايتنا فيه عن الجماعة: "بالصاد المهملة". قال بعضهم: "الرفص" بالصاد: الضرب بالرجل، مثل "الرفس" بالسين.
قال : فإن صح هذا، فهو معناه. قال : لكن لم أجد هذه اللفظة في أصول اللغة.
قال : ووقع في رواية التميمي: "بضاد معجمة". وهو وهم.
[ ص: 401 ] قال : وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "فرقصه" بالقاف، والصاد. ولا وجه له.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، في كتاب الأدب: "فرفضه" بضاد معجمة.
قال: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي، في غريبه: "فرصه" بمهملة. أي: ضغطه، حتى ضم بعضه إلى بعض. ومنه قوله تعالى: بنيان مرصوص
قلت: ويجوز أن يكون معنى "رفضه" بالمعجمة: أي ترك سؤاله الإسلام، ليأسه منه، حينئذ. ثم شرع في سؤاله عما يرى. والله أعلم.
قال النووي : فإن قيل: كيف لم يقتله النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، مع أنه ادعى بحضرته النبوة؟.
فالجواب من وجهين، ذكرهما nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره.
أحدهما: أنه كان غير بالغ. واختار القاضي nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض هذا الجواب.
والثاني: أنه كان في أيام مهادنة اليهود وحلفائهم. وجزم الخطابي في (معالم السنن) بهذا الجواب الثاني. قال: لأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بعد قدومه المدينة: كتب بينه وبين اليهود: كتاب صلح، [ ص: 402 ] على أن لا يهاجروا. ويتركوا على أمرهم. وكان "ابن صياد" منهم، أو دخيلا فيهم. انتهى .
(وقال : آمنت بالله وبرسله.
ثم قال له رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "ماذا ترى؟".
قال ابن صياد: يأتيني صادق، وكاذب. فقال له رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "خلط عليك الأمر".
ثم قال له رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: "إني قد خبأت لك خبيا" فقال ابن صياد: هو الدخ. فقال له رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "اخسأ. فلن تعدو قدرك").
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وأما امتحان النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: بما خبأه له، من آية الدخان، فلأنه كان يبلغه: ما يدعيه من الكهانة، ويتعاطاه من الكلام في الغيب. فامتحنه، ليعلم حقيقة حاله، ويظهر إبطال حاله للصحابة. وأنه كاهن ساحر، يأتيه الشيطان: فيلقي على لسانه ما يلقيه الشيطان إلى الكهنة.
فامتحنه: بإضمار قول الله تعالى: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . [ ص: 403 ] . وقال: "خبأت لك خبيا"، فقال هو الدخ. أي: الدخان. وهي لغة فيه. فقال له النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: "اخسأ.... إلخ" أي: لا تجاوز قدرك، وقدر أمثالك من الكهان، الذين يحفظون من إلقاء الشيطان "كلمة واحدة" من جملة كثيرة. بخلاف الأنبياء، فإنهم يوحي الله تعالى إليهم من علم الغيب: ما يوحي، فيكون واضحا كاملا. وبخلاف ما يلهمه الله الأولياء: من الكرامات.
وقوله: "خبأت لك خبيا" هو هكذا في معظم النسخ. وهكذا نقله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: عن جمهور رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: " خبيا" بباء موحدة مكسورة، ثم ياء .
وفي بعض النسخ: "خبأ" بموحدة فقط، ساكنة.
قال النووي : وكلاهما صحيح.
"والدخ": بضم الدال وتشديد الخاء، وهي لغة في الدخان. وحكى صاحب (نهاية الغريب) فيه: فتح الدال وضمها. والمشهور -في كتب اللغة والحديث-: ضمها فقط. والجمهور، على أن المراد بالدخ هنا: الدخان. وأنها لغة فيه.
وخالفهم nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي، فقال: لا معنى للدخان هنا، لأنه ليس ما يخبأ [ ص: 404 ] في كف، أو كم، كما قال. بل "الدخ": نبت موجود بين النخيل والبساتين.
قال : إلا أن يكون معنى "خبأت": أضمرت لك اسم الدخان، فيجوز.
والصحيح المشهور: أنه صلى الله عليه وآله وسلم، أضمر له آية الدخان.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: وقيل: كانت "سورة الدخان" مكتوبة في يده، صلى الله عليه وآله وسلم.
وقيل: كتب الآية في يده.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وأصح الأقوال، أنه لم يهتد من الآية التي أضمر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: إلا لهذا اللفظ الناقص، على عادة الكهان، إذا ألقى الشيطان إليهم بقدر ما يخطف، قبل أن يدركه الشهاب. ويدل عليه، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=662215 "اخسأ. لن تعدو قدرك". أي: القدر الذي يدرك الكهان، من الاهتداء إلى بعض الشيء. وما لا يبين منه: حقيقته، ولا يصل به إلى بيان وتحقيق أمور الغيب.
(فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: ذرني. يا رسول الله! أضرب عنقه. فقال له رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "إن يكنه، فلن تسلط عليه. وإن لم يكنه، فلا خير لك في قتله".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك- رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب : إلى النخل التي فيها ابن صياد. حتى إذا دخل رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يخيل أن يسمع من ابن صياد شيئا).
"يختل": بكسر التاء. أي: يخدع ابن صياد، ويستغفله: ليسمع شيئا من كلامه، ويعلم هو والصحابة حاله، في أنه كاهن أم ساحر، ونحوهما.
وفيه: كشف أحوال من تخاف مفسدته.
وفيه: كشف الإمام الأمور المهمة، بنفسه.
(قبل أن يراه ابن صياد.
فرآه رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وهو مضطجع على فراش، في قطيفة، له فيها زمزمة).
[ ص: 406 ] "القطيفة": كساء مخمل.
وقد وقعت هذه اللفظة، في معظم نسخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "زمزمة" بزايين معجمتين.
وفي بعضها: برائين مهملتين.
ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: بالوجهين.
ونقل nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض عن جمهور رواة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: أنه بالمعجمتين. وأنه في بعضها: "رمزة" براء أولا، وزاي آخرا. وحذف الميم الثانية. وهو صوت خفي، لا يكاد يفهم. أو لا يفهم .
(فرأت أم ابن صياد: رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وهو يتقي بجذوع النخل. فقالت لابن صياد: يا صاف! -وهو اسم ابن صياد- هذا محمد. فثار ابن صياد) أي: نهض من مضجعه، وقام.
(فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "لو تركته بين".
قال سالم: قال nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر: فقام رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، في الناس. فأثنى على الله: بما هو أهله. ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه. ما من نبي، إلا قد أنذر قومه. لقد أنذره نوح قومه).
هذا الإنذار، لعظم فتنته وشدة أمرها.
[ ص: 407 ] (ولكن أقول لكم فيه قولا، لم يقله نبي لقومه. تعلموا أنه أعور).
قال النووي : اتفق الرواة على ضبطه: بفتح العين واللام المشددة. وكذا نقله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض وغيره عنهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري؛ أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال -يوم حذر الناس الدجال-: nindex.php?page=hadith&LINKID=909483 "إنه مكتوب بين عينيه كافر. يقرأه من كره عمله -أو يقرأه كل مؤمن-".
وقال: "تعلموا: أنه لن يرى أحد منكم ربه، حتى يموت").