فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا، ثم أحييته: أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا.
قال: فيقتله، ثم يحييه. فيقول -حين يحييه-: والله! ما كنت فيك قط- أشد بصيرة مني الآن.
قال: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه" .
قال أبو إسحاق: يقال: إن هذا الرجل هو الخضر، عليه السلام ).
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم يوما، حديثا طويلا عن الدجال. فكان فيما حدثنا، قال: يأتي، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة) بكسر [ ص: 437 ] النون: جمع "نقب". وهو الطريق بين الجبلين. "والأنقاب": جمع قلة. قاله السيد.
(فينتهي إلى بعض السباخ، التي تلي المدينة).
"السباخ" جمع: "سبخة". وهي أرض ذات ملح.
(فيخرج إليه -يومئذ- رجل، هو خير الناس -أو من خير الناس- فيقول له: أشهد أنك الدجال، الذي حدثنا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: حديثه.
فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا، ثم أحييته: أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري: إن قيل: إظهار المعجزة على يد الكذاب، ليس بممكن، وكيف ظهرت هذه الخوارق للعادة: على يده؟.
فالجواب: أنه إنما يدعي الربوبية! وأدلة الحدوث: تخل ما ادعاه، وتكذبه.
وأما النبي، فإنما يدعي النبوة. وليست مستحيلة في البشر. فإذا أتى بدليل لم يعارضه شيء: صدق.
وأما قول الدجال: أرأيتم إلخ: فقد يستشكل. لأن ما أظهره الدجال: لا دلالة فيه لربوبيته، لظهور النقص عليه. ودلائل الحدوث، [ ص: 438 ] وتشويه الذات، وشهادة كذبه، وكفره: المكتوبة بين عينيه، وغير ذلك.
ويجاب: بأنهم لعلهم قالوا، خوفا منه وتقية، لا تصديقا.
ويحتمل: أنهم قصدوا: لا نشك في كذبك وكفرك. فإن من شك في كذبه وكفره: كفر.
وخادعوه بهذه التورية: خوفا منه.
ويحتمل أن الذين قالوا: لانشك. هم مصدقوه من اليهود وغيرهم، ممن قدر الله شقاوته.
فيقول -حين يحييه-: والله! ما كنت فيك قط، أشد بصيرة مني الآن.
قال: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه.
قال أبو إسحاق) هذا. هو إبراهيم بن سفيان، راوي الكتاب عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم. وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في "جامعه"، في إثر هذا الحديث، كما ذكره ابن سفيان.
:(يقال: إن هذا الرجل، هو الخضر، عليه السلام). هذا تصريح منه: بحياة الخضر عليه السلام. قال النووي : وهو الصحيح. انتهى.
قلت: ولا حجة فيه، ولا حجة في قول أحد كائنا من كان: إلا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
[ ص: 439 ] ولم يرد في مرفوع: أن هذا الرجل هو الخضر، عليه السلام. وقد سبق في محله: أن الراجح: عدم حياته. والله أعلم.