فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم: أن تقتلوا أحدا دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال. فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! هذا الدجال، الذي ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قال: فيأمر الدجال به، فيشبح. فيقول: خذوه وشجوه. فيوسع ظهره وبطنه: ضربا.
قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟
[ ص: 440 ] قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب.
قال: فيؤمر به، فيؤشر بالمئشار من مفرقه، حتى يفرق بين رجليه.
قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين. ثم يقول له: قم. فيستوي قائما.
قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك، إلا بصيرة.
قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي، بأحد من الناس.
قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته: نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا.
قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به. فيحسب الناس: أنما قذفه إلى النار. وإنما ألقي في الجنة".
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "هذا أعظم الناس شهادة، عند رب العالمين" ).
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يخرج الدجال، فيتوجه قبله: رجل من المؤمنين. فتلقاه المسالح -مسالح الدجال-) جمع: "مسلحة". وأصله: موضع السلاح. ثم استعمل للثغر. وهو المراد هنا.
(فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج.
قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء.
فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم: أن تقتلوا أحدا دونه؟ [ ص: 441 ] قال: فينطلقون به إلى الدجال. فإذا رآه المؤمن، قال: يا أيها الناس! هذا الدجال الذي ذكره رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم. قال: فيأمر الدجال به: فيشبح. فيقول: خذوه، وشجوه).
فيه: الأول بشين معجمة، ثم باء موحدة، ثم حاء مهملة. أي: مدوه على بطنه.
والثاني: "شجوه" بالجيم. من "الشج". وهو الجرح في الرأس.