وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ص75-77 ج18، المطبعة المصرية
(عن النعمان بن سالم، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو -وجاءه رجل- فقال: ما هذا الحديث، الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا.
فقال: سبحان الله! -أو لا إله إلا الله. أو كلمة نحوهما-. لقد هممت: أن لا أحدث أحدا: شيئا، أبدا.
ثم يرسل الله ريحا باردة، من قبل الشأم، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه: مثقال ذرة من خير أو إيمان: إلا قبضته. حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل: لدخلته عليه، حتى تقبضه".
قال: سمعتها من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قال: "فيبقى شرار الناس، في خفة الطير، وأحلام السباع؛ لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا.
[ ص: 447 ] فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم: بعبادة الأوثان.
وهم في ذلك: دار رزقهم، حسن عيشهم.
ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد، إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا.
قال: وأول من يسمعه: رجل يلوط حوض إبله. قال: فيصعق، ويصعق الناس.
ثم يرسل الله -أو قال: ينزل الله- مطرا، كأنه الطل -أو الظل- (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس.
(عن النعمان بن سالم؛ قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، يقول: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو -وجاءه رجل- فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا.
[ ص: 448 ] فقال: سبحان الله! أو لا إله إلا الله، أو كلمة نحوهما لقد هممت: أن لا أحدث أحدا شيئا، أبدا.
ثم قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يخرج الدجال في أمتي، فيمكث أربعين -لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما- فيبعث الله تعالى عيسى بن مريم) أي: ينزل من السماء.
(كأنه عروة بن مسعود) الثقفي؛
قال (في المرقاة): شهد "صلح الحديبية" كافرا. وقدم على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: سنة تسع، بعد عوده من الطائف، وأسلم. ثم عاد إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام: فقتلوه.
وقيل. هو أخو nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود، وليس بشيء. انتهى ".
(فيطلبه فيهلكه).
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: نزول عيسى عليه السلام، وقتله الدجال: حق وصحيح، عند أهل السنة: للأحاديث الصحيحة في ذلك. وليس في العقل، ولا في الشرع: ما يبطله، فوجب إثباته.
[ ص: 449 ] وأنكر ذلك: بعض المعتزلة، والجهمية، ومن وافقهم. وزعموا: أن هذه الأحاديث مردودة: بقوله تعالى: وخاتم النبيين ، وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=889421 "لا نبي بعدي"، وبإجماع المسلمين: أنه لا نبي بعد نبينا، صلى الله عليه وآله وسلم، وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة، لا تنسخ.
وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى، عليه السلام: أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا. ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها: شيء من هذا.
بل صحت هذه الأحاديث هنا، وفي كتاب الإيمان وغيرها: أنه ينزل حكما مقسطا، يحكم بشرعنا، ويحيي من أمور شرعنا: ما هجره الناس.
(ثم يمكث في الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة.
ثم يرسل الله عز وجل : ريحا باردة، من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه: مثقال ذرة من خير -أو إيمان- إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل: لدخلته عليه، حتى تقبضه).
كبد كل شيء: وسطه، وداخله، وجوفه.
[ ص: 450 ] (قال: سمعتها من رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم.
قال: فيبقى شرار الناس: في خفة الطير، وأحلام السباع).
معناه: يكونون في سرعتهم إلى الشرور، وقضاء الشهوات والفساد: طيران الطير. وفي العدوان، وظلم بعضهم بعضا: في أخلاق السباع العادية.
(لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا. فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستحيون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم: بعبادة الأوثان. وهم في ذلك: دار رزقهم، حسن عيشهم.
ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد، إلا أصغى) أي أمال "ليتا، ورفع ليتا". "الليت" بكسر اللام، وآخره تاء. وهي "صفحة العنق"، وهي جانبه.
(قال: وأول من يسمعه: رجل يلوط حوض إبله) أي: يطينه ويصلحه.
(قال: فيصعق، ويصعق الناس. ثم يرسل الله) تعالى (-أو قال: ينزل الله-) تعالى (مطرا كأنه، الطل -أو الظل-).
قال أهل العلم: الأصح: "الطل" بالمهملة. وهو الموافق للحديث الآخر: أنه كمني الرجال.
[ ص: 451 ] (نعمان الشاك) وهو ابن سالم.
(فتنبت منه أجساد الناس. ثم ينفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال: يا أيها الناس! هلموا إلى ربكم. وقفوهم إنهم مسئولون . ثم يقال : أخرجوا بعث النار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف: تسعمائة وتسعة وتسعين.
قال العلماء: معناه، ومعنى ما في القرآن يوم يكشف عن ساق : يوم يكشف عن شدة، وهول عظيم. أي: يظهر ذلك.
[ ص: 452 ] يقال: "كشفت الحرب عن ساقها": إذا اشتدت.
وأصله: أن من جد في أمره: كشف عن ساقه، مستمرا في الخفة والنشاط له.
هذا كلام النووي، رحمه الله . والأولى: عدم صرف كشف الساق عن ظاهره، وإبقاؤه على لفظه، والإيمان به: بلا كيف، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل. وهذا مهيع سلف هذه الأمة وأئمتها. وجنح الخلف: إلى التأويل. وليس بشيء، بل هو فرع التكذيب. والله أعلم.