والمراد بالأمير هنا: "المهدي، عليه السلام"، لتظاهر الأدلة على ظهوره قبيل المسيح. ولم يقع لفظ "المهدي" ولا ذكره: في الصحيحين أصلا. إنما جاءت أحاديثه في السنن، وغيرها "من المسانيد والمعاجم"، فمن أنكر وجود المهدي في آخر الزمان: تشبث بهذا. يعني بكون عدم ذكره في الصحيحين . وتأول لفظ "الإمام، والأمير" الواردين في هذين الحديثين عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: بأن المراد بهما: سلطان ذلك الوقت من [ ص: 488 ] المسلمين، دون الفاطمي الموعود المنتظر. وإلى هذا جنح العلامة "ابن خلدون"، في كتابه (العبر) وزيف وضعف الروايات الواردة في ذكر ظهوره: بالجرح والتعديل في رواتها. وقد أجبناه عليه في (الإذاعة).
ومذهب جمهور أهل السنة: أن الخبر (بظهوره ومجيئه في آخر هذه الأمة): صحيح، بالغ حد التواتر والتوالي، لا يسوغ إنكاره. والله أعلم.
وأما آخر أمر عيسى عليه السلام، ففي حديث nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو يرفعه: "ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض، فيتزوج ويولد له، ويمكث خمسا وأربعين سنة، ثم يموت فيدفن معي، في قبري، فأقوم أنا وعيسى بن مريم في قبر واحد، بين أبي بكر، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر" رواه "ابن الجوزي" في (كتاب الوفاء).