(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه) وآله [ ص: 495 ] (وسلم، قال: " تقوم الساعة، والرجل يحلب اللقحة: فما يصل الإناء إلى فيه، حتى تقوم. والرجلان يتبايعان الثوب: فما يتبايعانه، حتى تقوم. والرجل يلط في حوضه) هكذا هو في معظم النسخ: بفتح الياء، وكسر اللام، وتخفيف الطاء. وفي بعضها: "يليط" بزيادة ياء. وفي بعضها: "يلوط". ومعنى الجميع: واحد. وهو أن يطينه) ويصلحه.
(فما يصدر حتى تقوم) معنى هذه كلها -على اختلاف ألفاظها-: تقريب الساعة، التي هي القيامة. كما قال تعالى: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب . والأحاديث في الباب لا تكاد تحصى،
ولا يعلم وقت مجيئها -مع هذا القرب- إلا الله سبحانه. وإنما أخفاه: لأنه أصلح للعباد، لئلا يتباطئوا عن التأهب والاستعداد له، كما أن خفاء وقت الموت: أصلح لهم وأنفع، والله أعلم.
اللهم! إنا قرأنا في القرآن، وروينا في أحاديث رسولك: أمر الساعة وقربها، وخفاءها، ولكن لا يذرنا أنفسنا الأمارة بالسوء، حتى نعود إلى التوبة الصادقة. فارحم بنا، وتفضل علينا، وهب لنا رحمة من عندك: نهتد بها إلى مرضاتك، ونقتلع عن موجبات سخطك، وتب علينا "إنك أنت التواب الرحيم"، واغفر لنا ذنوبنا كلها، يا أرحم الراحمين!