معنى "قوتا": كفايتهم من غير إسراف. وهو بمعنى "كفافا". وقيل: هو سد الرمق.
وقيل: "قوتا" أي بقدر ما يمسك الرمق، من المطعم.
وقيل: "قوتا" يكفه عن الجوع، أو عن السؤال.
وهذا الحديث: علم من أعلام النبوة. وقد أجاب الله سبحانه هذا الدعاء، فإنك ترى "عترته" صلى الله عليه وآله وسلم (من زمنه، إلى زمننا هذا): ليس في أيديهم غير القوت: الذي لا يموت به صاحبه، [ ص: 503 ] والكفاف: الذي لا يستطيع دونه. ولم يسلم عليهم مملكة، كما حصلت لغيرهم.
ولم يقم فيهم : سلطنة على وجه يعتد به، وإن ظهر بعضهم على بعض القطر اليسير من الملك الكبير، والنادر كالمعدوم. بل هم أقل الناس معاشا، وأنزرهم قوتا، وأقصرهم كفافا: في أكثر الأزمنة والبلاد.
ولعل النكتة في بداية المنذري (رحمه الله): (كتاب الزهد) بهذا الحديث: تنبيه غير آل محمد، صلى الله عليه وآله وسلم: على إيثار القوت والكفاف، وتثبيتهم على الفقر والفاقة، وكف اللسان عن شكاية قلة الرزق والمعاش؛ لأنه إذا أريد بأفاضل الأمة وخيارهم: هذا الأمر، فكيف بمن هو مفضول، أو من الشرار؟ والله أعلم.