قال النووي : معناه : أن كل مؤمن : مسجون ممنوع في الدنيا ؛ من الشهوات المحرمة والمكروهة ، مكلف بفعل الطاعات الشاقة . فإذا مات : استراح من هذا ، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له : من النعيم الدائم ، والراحة الخالصة من النقصان .
وأما الكافر ؛ فإنما له من ذلك : ما حصل في الدنيا ، مع قلته وتكديره بالمنغصات . فإذا مات : صار إلى العذاب الدائم ، وشقاء الأبد .
وفي (اللمعات ): الدنيا سجن المؤمن ؛ لما يصيبه فيها : من البلايا ، والمحن والآلام . وجنة الكافر : لتنعمه وتمتعه فيها ؛ بالشهوات . أو لأنها : ضيقة على المؤمن ، يريد الخروج منها دائما : إلى فضاء القدس . والكافر يتمنى الخلود : لركونه إليها ، وانهماكه في الشهوات .
[ ص: 520 ] وقد يشتبه هذا : بالمؤمن الغني المتنعم ، والكافر الفقير المبتلى ؛ فيقال : إن الدنيا للمؤمن : كالسجن ، في جنب ما أعد له : من الثواب ، وإن كان له فيها تنعم .
وللكافر : كالجنة ، في جنب ما أعد له : من العقاب ، وإن كان له محنة وشدة . انتهى .