وإنها ، لم تكن نبوة قط : إلا تناسخت ، حتى يكون آخر عاقبتها : ملكا . فستخبرون ، وتجربون : الأمراء بعدنا ) .
(الشرح)
«خطبة nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان »
(عن خالد بن عمير العدوي ؛ قال : خطبنا nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ! فإن الدنيا قد آذنت بصرم ) : بهمزة ممدودة ، وفتح الذال . أي : أعلمت .
«والصرم » بالضم : الانقطاع ، والذهاب .
(وولت حذاء ) بحاء مهملة مفتوحة ، ثم ذال معجمة مشددة ، وألف ممدودة : أي : مسرعة الانقطاع .
(ولم يبق منها : إلا صبابة ، كصبابة الماء ) : بضم الصاد . أي : البقية اليسيرة من الشراب ، تبقى في أسفل الإناء .
(يتصابها ) أي : يشربها (صاحبها . وإنكم منتقلون منها : إلى دار ، لا زوال لها . فانتقلوا : بخير ما بحضرتكم . فإنه ؛ قد ذكر لنا : أن الحجر [ ص: 537 ] يلقى من شفة جهنم ، فيهوي فيها : سبعين عاما ، لا يدرك لها قعرا ) .
قعر الشيء : أسفله .
(ووالله : لتملأن . أفعجبتم ؟ ولقد ذكر لنا : أن ما بين مصراعين - من مصاريع الجنة - : مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليها يوم ، وهو كظيظ ) أي : ممتلئ (من الزحام .
ولقد رأيتني - سابع سبعة ، مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - : ما لنا طعام ، إلا ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ) أي : صار فيها «قروح ، وجراح » من خشونة الورق الذي نأكله ، وحرارته .
(فالتقطت بردة ، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك ؛ فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها . فما أصبح - اليوم - منا أحد ، إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار . وإني أعوذ بالله : أن أكون في نفسي عظيما ، وعند الله صغيرا .
وإنها ، لم تكن نبوة قط ؛ إلا تناسخت ، حتى تكون آخر عاقبتها : ملكا . فستخبرون ، وتجربون : الأمراء بعدنا ) .