السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5304 باب : المتكلم بالكلمة ، يهوي بها في النار

وهو في النووي ، في : (باب حفظ اللسان ) .

[ ص: 548 ] (حديث الباب )

وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 117 ج 18 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ؛ أن رسول ، الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «إن العبد ليتكلم بالكلمة -ما يتبين ما فيها- يهوي بها في النار : أبعد ما بين المشرق ، والمغرب » ) .


(الشرح)

(عن أبي هريرة ) ، رضي الله عنه : (أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : « إن العبد ليتكلم بالكلمة - ما يتبين ما فيها - يهوي بها في النار : أبعد ما بين المشرق ، والمغرب » ) .

معناه : لا يتدبرها ، ولا يفكر في قبحها ، ولا يخاف ما يترتب عليها .

قال النووي رحمه الله : وهذا : كالكلمة عند السلطان ، وغيره من الولاة . وكالكلمة تقذف .

أو معناه : كالكلمة التي يترتب عليها : إضرار مسلم ، ونحو ذلك .

وهذا كله : حث على حفظ اللسان ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر : فليقل خيرا ، أو ليصمت » .

[ ص: 549 ] قال : وينبغي لمن أراد النطق بكلمة ، أو كلام : أن يتدبره في نفسه ، قبل نطقه . فإن ظهرت مصلحته : تكلم ، وإلا أمسك . انتهى .

وفي رواية أخرى - عند البخاري - مرفوعا ؛ بلفظ : « إن العبد : ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، لا يلقي لها بالا : يرفع الله بها درجات . وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا : يهوي بها في جهنم .

وفي حديث سهل بن سعد ، يرفعه : « من يضمن لي : ما بين لحييه وما بين رجليه : أضمن له الجنة » رواه البخاري .

المعنى : من يكفل لي : محافظة ما بينهما «من اللسان ، والفم ، والفرج » .

التالي السابق


الخدمات العلمية