اقرءوا الزهراوين : البقرة ، وسورة آل nindex.php?page=showalam&ids=40عمران ، فإنهما تأتيان -يوم القيامة- كأنهما غمامتان . أو كأنهما غيايتان . أو كأنهما فرقان : من طير صواف : تحاجان عن أصحابهما .
اقرءوا سورة البقرة ؛ فإن أخذها : بركة . وتركها : حسرة . ولا تستطيعها : البطلة » .
قال nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية : بلغني أن البطلة : السحرة ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي ) ، رضي الله عنه ؛ (قال : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : يقول : اقرأوا القرآن ؛ فإنه يأتي - يوم القيامة - شفيعا لأصحابه ) .
في هذا : دليل على أن القرآن الكريم : يشفع لأصحابه ؛ وهم التالون له . ولهذا : أمر صلى الله عليه وآله وسلم : بقراءته .
وكرهه : بعض المتقدمين ، وقال : إنما يقال : السورة التي يذكر فيها آل عمران .
والصواب : الأول . وبه قال الجمهور ، لأن المعنى معلوم .
(فإنهما يأتيان - يوم القيامة - كأنهما غمامتان . أو كأنهما غيايتان ) .
قال أهل اللغة : «الغمامة ، والغياية » : كل شيء أظل الإنسان - فوق رأسه - من سحابة وغبرة ، وغيرهما .
والمراد بالغمامتين : السحابتان . وإنما سمي غمامة : لأنه يغم السماء ، أي : يستره .
[ ص: 566 ] قال العلماء : المراد أن ثوابهما يأتي ، كغمامتين . (أو كأنهما ، فرقان ) بكسر الفاء ، وإسكان الراء . وفي رواية أخرى : «كأنهما حزقان » بكسر الحاء ، وإسكان الزاي .
ومعناهما : واحد . وهما : قطيعان ، وجماعتان . يقال في الواحد : «فرق ، وحزق ، وحزيقة » أي : جماعة . (من طير صواف ) أي : باسطات أجنحتها ، حال طيرانها (تحاجان عن أصحابهما ) أي : تقيمان الحجة لهم ، وتجادلان عنهم . وصاحبهما : «هو المستكثر من قراءتهما » .
وظاهر الحديث : أنهما يتجسمان ، حتى يكونا كأحد هذه الثلاثة التي شبههما صلى الله عليه وآله وسلم بها . ثم يقدرهما الله تعالى : على النطق بالحجة . قال الشوكاني : وذلك غير مستبعد من قدرة القادر القوي ، الذي يقول للشيء : «كن ، فيكون » .
وفي الباب : أحاديث كثيرة ، طيبة .
(اقرأوا سورة البقرة ؛ فإن أخذها : بركة . وتركها : حسرة . ولا تستطيعها : البطلة . قال معاوية : بلغني أن البطلة : السحرة ) .
[ ص: 567 ] «والبطلة » : بفتح الباء ، والطاء ، واللام . يقال : «أبطل » إذا جاء بالباطل . وقيل : هم الشجعان من أهل الباطل .
وعلى كل حال ؛ إذا لم يستطعها أهل الباطل ، فقد استطاعها : أهل الحق ، وهم التالون لكتاب الله .