قال : فضرب في صدري ، وقال : «والله ! ليهنك العلم ، أبا المنذر ! » ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ) رضي الله عنه ؛ (قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «يا أبا المنذر ! أتدري أي آية - من كتاب الله - معك : أعظم ؟ » قلت : الله ورسوله أعلم . قال : «يا أبا المنذر ! أتدري أي آية - من كتاب الله - معك : أعظم ؟ » قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .
قال : وفيه خلاف للعلماء ؛ فمنع منه : nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري ، [ ص: 569 ] وأبو بكر الباقلاني ، وجماعة من الفقهاء والعلماء . لأن تفضيل بعضه ، يقتضي : نقص المفضول . وليس في كلام الله نقص . وتأول هؤلاء ما ورد : من إطلاق «أعظم » و «أفضل » ، - في بعض الآيات والسور - بمعنى : عظيم ، وفاضل .
وأجاز ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، وغيره : من العلماء ، والمتكلمين ؛ قالوا : وهو راجع إلى عظم قارئ ذلك ، وجزيل ثوابه .
وأقول : لا شك أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : تكلم بلفظة «أعظم ، وأفضل » في حق بعض الآي والسور . فما لنا ، والاحتراز من النطق به ؟ وكون بعضها ، أعظم وأفضل من بعض آخر : لا يستلزم نقصه . وإنما المراد : أن هذا أفضل ، وذاك مفضول . وهو أعظم ، وهذا عظيم . والله أعلم .
قال العلماء : إنما تميزت آية الكرسي «بكونها أعظم » : لما جمعت من أصول الأسماء والصفات : من الإلهية ، والوحدانية ، والحياة ، والعلم ، والملك ، والقدرة ، والإرادة . وهذه السبعة : أصول الأسماء الحسنى ، والصفات العليا .
[ ص: 570 ] قال الشوكاني : وفي الحديث : دليل على أن آية الكرسي «أعظم آية في القرآن » . وقد ثبت في الصحيح : أنه «لا يقرب قاريها : شيطان » كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأبي أيوب . وكلاهما في الصحيح ، في قصة الشيطان ، الذي جاء يسرق التمر .
قال الشوكاني : وفي إثبات السيادة لهذه الآية على جميع آيات [ ص: 572 ] القرآن : شرف عظيم ؛ فإن سيد القوم ، لا يكون إلا : أشرفهم خصالا ، وأكملهم حالا ، وأكثرهم جلالا . انتهى . وفي فضائلها أحاديث أخرى ، ذكرها في «تحفة الذاكرين » .
(قال : فضرب في صدري ، وقال : «ليهنك العلم ، يا أبا المنذر ! ) .