قال النووي : «السفرة » جمع «سافر » : ككاتب ، وكتبة . «والسافر » : الرسول . «والسفرة » : الرسل ؛ لأنهم يسفرون إلى الناس : برسالات الله . وقيل : «السفرة » : الكتبة .
«والبررة » : المطيعون . من البر ، وهو الطاعة .
«والماهر » : الحاذق ، الكامل الحفظ ، الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة : لجودة حفظه ، وإتقانه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة : أن له في الآخرة منازل ، يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة ، لاتصافه بصفتهم : من حمل كتاب الله تعالى .
قال : ويحتمل : أن يراد أنه عامل بعملهم ، وسالك مسلكهم .
وأما الذي يتتعتع فيه : فهو الذي يتردد في تلاوته ، ولضعف حفظه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض ، وغيره من العلماء : وليس معناه الذي يتتعتع عليه : له من الأجر أكثر من الماهر به . بل الماهر أفضل ، وأكثر أجرا ؛ لأنه مع السفرة ، وله أجور كثيرة . ولم يذكر هذه المنزلة لغيره : وكيف يلحق به : «من لم [ ص: 593 ] يعتن : بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه ، وكثرة تلاوته ، وروايته » كاعتنائه ، حتى مهر فيه ؟ . والله أعلم . انتهى .
قلت : «وحديث الباب هذا » : أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وأهل السنن .
قال الشوكاني : «التتعتع » هو التردد في قراءته ، لضعف حفظه ، أو لثقل لسانه . فهذا يعطى أجرين ؛ أحدهما : بالقراءة ، والآخر : بالمشقة الحاصلة عليه ، من التردد في التلاوة .
وأما الماهر : فأجره عظيم ، صار به مع الملائكة المقربين . وذلك أجر لا يشبهه أجر ، ورتبة لا تماثلها رتبة . انتهى .