(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ) رضي الله عنه ، (أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب : «إن الله عز وجل أمرني أن [ ص: 621 ] أقرأ عليك : لم يكن الذين كفروا » . قال : وسماني ؟ قال : «نعم » قال : فبكى ) .
وأما قوله : «آلله سماني لك ؟ » فيه : أنه يجوز أن يكون الله تعالى أمر النبي يقرأ على رجل من أمته ، ولم ينص على أبي . فأراد «أبي » أن يتحقق : هل نص عليه ، أو قال على رجل ؟ فيؤخذ منه : الاستثبات في [ ص: 622 ] المحتملات . واختلفوا في الحكمة في قراءته ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على أبي ؛ والمختار أن سببها : أن تستن الأمة بذلك ، في القراءة على أهل الإتقان والفضل . ويتعلموا آداب القراءة ، ولا يأنف أحد من ذلك .
وقيل : للتنبيه على جلالة أبي ، وأهليته : لأخذ القرآن عنه . وكان -بعده صلى الله عليه وآله وسلم - رأسا وإماما في إقراء القرآن ، وهو أجل ناشرته ، أو من أجلهم . ويتضمن : معجزة لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم .
وأما تخصيص هذه السورة : فلأنها وجيزة ، جامعة لقواعد كثيرة «من أصول الدين ، وفروعه ، ومهماته ، والإخلاص ، وتطهير القلوب » . وكان الوقت يقتضي الاختصار . والله أعلم .