قال : فانطلق بنا ، فأرانا آثارهم ، وآثار نيرانهم .
وسألوه : الزاد ، فقال : «لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ، يقع في أيديكم -أوفر ما يكون لحما- ، وكل بعرة : علف لدوابكم » . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «فلا تستنجوا بهما ، فإنهما طعام إخوانكم » ) .
(الشرح)
(عن عامر ، هو الشعبي . قال : سألت ، علقمة : هل كان « nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » شهد مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ليلة [ ص: 624 ] الجن ؟ قال : فقال علقمة : أنا سألت « nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » ، فقلت : هل شهد أحد منكم - مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - ليلة الجن ؟ قال : لا ) .
قال النووي : هذا صريح في إبطال الحديث ، المروي في «سنن أبي داود » وغيره . المذكور فيه : الوضوء بالنبيذ ، وحضور nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود معه ، صلى الله عليه وآله وسلم «ليلة الجن » . فإن هذا الحديث : صحيح . وحديث النبيذ : ضعيف باتفاق المحدثين . ومداره على زيد «مولى عمرو بن حريث » وهو مجهول .
(ولكنا كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم - ذات ليلة - ففقدناه ، فالتمسناه في الأودية والشعاب ، فقلنا : استطير ، أو اغتيل ) أي : طارت به الجن ، أو قتل سرا . «والغيلة » بكسر الغين : هي القتل في خفية .
(قال : فبتنا بشر ليلة ، بات بها قوم . فلما أصبحنا ، إذا هو جاء من قبل حراء . قال : فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك ، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال : «أتاني داعي الجن ، فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن » ) . هذا «موضع الترجمة » ، من الباب .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : انتهى حديث « nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » ، عند قوله : «نيرانهم » .
[ ص: 625 ] وما بعده : من قول nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي . كذا رواه أصحاب «داود » الراوي : عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، وابن علية ، وابن زريع ، وابن أبي زائدة ، وابن إدريس ، وغيرهم . هكذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وغيره .
ومعنى قوله : «إنه من كلام nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي » : أنه ليس مرويا عن « nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » بهذا الحديث ، وإلا فالشعبي لا يقول هذا الكلام : إلا بتوقيف عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم . والله أعلم .
(وسألوه : الزاد ، فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه ) . قال بعض العلماء : هذا لمؤمنيهم . وأما غيرهم ، فجاء في حديث آخر : أن طعامهم : «ما لم يذكر اسم الله عليه » .
(يقع في أيديكم - أوفر ما يكون لحما - . وكل بعرة : علف لدوابكم . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «فلا تستنجوا بهما ، فإنهما طعام إخوانكم » ) .