(عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ) رضي الله عنه : (قال : لما نزلت « الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم : شق ذلك على أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا : أينا لا يظلم نفسه ؟ ) هكذا وقع هنا .
ووقع في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=653110«أينا لم يظلم نفسه ؟ » فهاتان الروايتان ، إحداهما تبين الأخرى . فيكون لما شق عليهم : أنزل الله عز وجل : « إن الشرك لظلم عظيم ، وأعلم النبي ، صلى الله عليه وآله [ ص: 681 ] وسلم : أن الظلم المطلق هناك ، المراد به : هذا المقيد ، وهو الشرك .
(فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «ليس هو كما تظنون . إنما هو كما قال لقمان لابنه : يا بني ! لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم » ) أي : ليس الظلم على إطلاقه وعمومه ، كما زعمتم . إنما هو الشرك . كما قال لقمان لابنه .
فالصحابة رضي الله عنهم : حملوا الظلم على عمومه ، وهو المتبادر إلى الأفهام منه ، وهو وضع الشيء في غير موضعه . وهو مخالفة الشرع . فشق عليهم ، إلى أن أعلمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بالمراد بهذا الظلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : إنما شق عليهم ، لأن ظاهر الظلم : الافتيات بحقوق الناس ، وما ظلموا به أنفسهم من ارتكاب المعاصي . فظنوا أن المراد : معناه الظاهر .
واختلف العلماء في نبوته : (أي نبوة لقمان الحكيم ) ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=13967الثعالبي : اتفق العلماء على أنه كان حكيما ولم يكن نبيا ، إلا عكرمة ، فإنه قال : كان نبيا ، وتفرد بهذا القول .
وأما ابن لقمان الذي قال له : لا تشرك بالله . فقيل : اسمه «أنعم » ، وقيل : «مشكم » . والله أعلم . انتهى .
قال في (فتح البيان ) : هذه الآية ، قيل : من تمام قول إبراهيم عليه السلام .
وقيل : من قول قومه .
وقيل : من قول الله . ثلاثة أقوال للعلماء .
والمراد بالظلم : «الشرك » . وقد فسره به nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان الفارسي ، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . وقد روي عن جماعة من التابعين : مثل ذلك .
ويغني عن الجميع في تفسير الآية : ما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، من حديث « nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود » . يعني : حديث الباب .
[ ص: 683 ] والعجب من «صاحب الكشاف » ، حيث يقول في تفسير هذه الآية : وأبى تفسير الظلم بالكفر : لفظ «اللبس » . وهو لا يدري أن الصادق المصدوق : قد فسرها بهذا . وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل . وزاد في زاده على البيضاوي .
وذهب المعتزلة إلى أن المراد بالظلم في هذه الآية : المعصية لا الشرك ، بناء على أن خلط أحد الشيئين بالآخر : يقتضي اجتماعهما ، ولا يتصور خلط الإيمان بالشرك ، لأنهما ضدان لا يجتمعان .
وهذه الشبهة ترد عليهم ؛ بأن يقال : كما أن الإيمان لا يجامع الكفر ، فكذلك المعصية لا تجامع الإيمان عندكم ، لكونه اسما لفعل الطاعات واجتناب المعاصي ، فلا يكون مرتكب الكبيرة مؤمنا عندكم . انتهى .